[warning headline="تنبيه!"]تعلم إدارة موقع موسوعة سكوول، أن كل شخص يعمل على نقل المحتوى بطريقة غير قانونية أي دون ذكر المصدر، او سرقة المحتوى بأي شكل من الأشكال، فإن ذلك يعرض المرتكبين الى تتبعات من قبل الإدارة.[/warning] [warning headline="تنبيه!"] تعلم موسوعة سكوول عن انهاء العمل بهذه النسخة من الموقع منذ 01 فيفري 2018، الرجاء التوجه الى النسخة الجديدة.[/warning]
  • شرح قصيدة نصر الاله على يديك عباده - ابن هانئ - بكالوريا آداب



    شرح قصيدة نصر الاله على يديك عباده - ابن هانئ - بكالوريا آداب


    التقديم:
    عادة ما يكون الشعر مناسبة  لتكريم الأبطال المنتصرين في الحرب والتغني ببطولاتهم وإذا تعلق الامر بتمجيد رمز من رموز السلطة لم يخلو الشعر المدحي من خلفية سياسية مردها رغبة الشاعر في إظهار الولاء للممدوح وقد كان لواقعه المجاز على الروم أثر بالغ في نفس ابن هانئ الذي أثنى عليه في هذه القصيدة الواردة على البحر الكامل.

    الموضوع:
    اشادة ابن هانئ ببطولة المعز على الروم في موقعة المجاز مبينا التقابل بينه وبين ملك الروم.

    التقسيم:
    1 : بيان منزلة الممدوح (التكليف الالاهي والتشريف العسكري).
    2 - 19: اثبات المنزلة واستعراض الواقعة.
    البقية: التنويه للمجد الذي ناله المسلمون.



    التحليل:
    توظيف الخطاب: الشاعر في حظرة الممدوح يكشف عن الولاء السياسي له وهو مقام يجسد التأيد والمعاضدة والانطواء تحت لواء الممدوح باعتباره قائدا سياسيا وعسكريا يناضل من أجل نصرة الدين والمقدسات.
    ورد البيت في صيغة تقريرية تخبر عن التأيد اللاهي الذي خص به الممدوح والتشريف الذي ناله بتحقيق النصر للعباد على يديه.
    يكشف المعنى عن بناء هرمي تكون الوساطة فيها للمعز مفوضا من الله لخدمة عباده.
     الله = التكليف / المعز = القيادة / العباد = النصر.
    في هذا تأييد للمذهب الشيعي الذي يرجع إليه الممدوح على غيره من المذاهب المتنازعة على القيادة الدينية والسياسية ونخص بذلك الأمويين في الاندلس والعباسيين في بغداد.
    قيادة الممدوح هي تكليف موصول بالمشيئة الالاهية يمنحها من يشاء.
    يسعى ابن هانئ  إلى سد المنافذ على خصوم المعز بالتشريع له والتجريح في شرعية قيادهتم السياسية والدينية.
    يستبطن القول دعوة انفصالية عن الخلافة الام ويستبطن صراعا مذهبيا يكشف ما آلت إليه الخلافة الاسلامية من تأزم.
    للمزيد من شروح النصوص والملخصات الخاصة بمحور الحماسة اضغط هنا
    يرد القسم الثاني بمثابة الحجة التي تؤكد ما ورد في مطلع القصيدة وذلك باستحضار الحدث التارخي (واقعة المجاز) لتأكيد ذلك التكليف وذلك النصر.
    ينفتح المقطع الثاني على صورة شعرية شبه فيها الشاعر هزيمة الروم بصورة شارب الخمرة لما تحدثه من دهش وذهول.
    يستحضر ابن هانئ الخمرة في مجال الفعل الحربي فيخرج بذلك عن فطورها في المدونة الشعرية علامة لهو وانفاق إلى كونها في الحرب سبيلا لبيان حقيقة العدو وواقعه.
    قام البيت الثالث على المبالغة، دعة فيه ابن هانئ الروم إلى حقيقة كانوا غافلين عنها هي أن المسيح الذي أخبرت الكتب المقدسة عنه ليس عيسى ابن مريم بل هو المعز جاء ليصحح العقيدة والايمان وهذا راجع إلى ايمان ابن هانئ بسمو ممدوحه عن غيره من الناس.
    بني البيت الخامس على المقابلة بين الصدر والعجز: صورتان متضادتان (هم الروم) ضحايا الاماني الكاذبة ونحن الفاطميين المنصورين بجيش المعز.
    تحقيق للمعنى الاول الوارد في مطلع القصيدة (نصر الالاه).
    ب6: المقابلة بين المعز والدمستق
    يتأسس جمال الصورة من خلال جمالية التباين والتناظر بين ممدوح ومهجو إلا أن لهذا التنازع وجها آخر غير التنازع العقدي سيجسمه الصراع حول المكان.

    ب7: تشبيه الجزيرة بالبرد وهو تشبيه مستلهم من السيرة النبوية إحاءا بما للمكان من قيمة رفيعة في الجهاء وإعلاء لكلمة الدين ووفاء لواجب نشره.
    ب8: استعارة ربط فيها تفجع الطبيعة على أرض صقلية بدم العداء كناية عن الحروب التي سفكت فيها ديماء الروم فصار الدم اخبارا عن الخصوبة والعطاء.
    هي مبالغة قامت على خرق المعقول بجعل الصفاء والجندل يتفجران حياة تذكيرا للصفى والمروى في إيحاء لأهمية المكان باعتباره محجا للاسلام.
    ب9: تصوير اكتساح الجيش للمدينة واخضاع ارضها وحيوانها ما يعبر عن مطلق سلطة المعز.

    بقية المقطع:
    كشف لهزيمة الاعداء واقرار بنصر الممدوح وبهيمنة على المكان والانسان بما يتصف به من مطلق الارادة لأن المعنى الحربي والقدرة العسكرية صارت تجسيد لمفتتح القصيدة في الاقرار بقدر المعز القيادية المحققة للنصر.
    ويحقق فيه ابن هانئ الايحاء بأجواء الملحمة من خلال الايحاء بقدرة المعز العسكرية وقدرته القيادية في استحضار صورة الجيش. وفي ذلك تدرج في بيان قوته من خلال قدرة الممدوح على اخضاع قوى الطبيعة وتكليفها من الله لنصرة الامام المعز.

    ينعقد هذا المقطع على استحاضر المكان وتصوير حركة الجيش فيه في مواجهة الاعداء: تدرج ابن هانئ في الاخبار عنه من وصف مباهجها ومنزلتها المقدسة إلى سرد التنازع بين المعز والروم عليها.


    ايقاعيا:
    حاك الايقاع وقع الحرب وقوتها عبر الترديد والتكرار "الكتائب / الموج" وعبر الاشتقاق (تجفل / تشغل) وعبر تنويع الاصوات وتكرارها ومدها كتكرار الجيم والصاد والسين حتى تصبح اقدر على محاكاة المشهد الحربي الملحمي احاء بقوة القتال وشدته.
    إن تنوع طرائق التصوير وتنوع مكونات الايقاع يحول النص أقرب إلي التخيل منه إلى الواقع لأن وظيفة ذلك التخير الشعري هي بيان فرادة الممدوح أولا وتميزه عن غيره من الناس فهو القائد المكلف بالنصر وحمله بالتخييل إلى ضرورة التعلق ببطل استثنائي كلف بحماية الدين والمذهب وخدمة العباد.

    ب20: يرد بمثابة الاستنتاج والتتويج لمسيرة المعز الرحبية والقيمية والتأكيد على مكانته ومنزلته السياسية والعسكرية وعلى ما بلغه من أمجاد تنزله بمرتبة الايمان تشريفا وتكليفا.

    يتنزل النص في صميم الشعر السياسي ويشبه ولاء ابن هانئ للمدوحه من خلال بيان قدرته على تولي شؤون المسلمين بقيادتهم.
    حقق ابن هانئ المعنى الحماسي من خلال الاشادة بقدرة المعز الحربية وتمجيد انتصاره على الروم من خلال المبالغة وتهويل ذلك الانتصار.
    يتجلى البعد الحماسي من خلال ما وظفه ابن هانئ من أساليب وطرائق في القول تسهم أولا في لفت الاسماع وثانيا في اثارة الوجدان وثالثا في اثارة الذاكرة بالاشارة الى الحدث التاريخي الجلل المتعلق بواقعة المجاز ما يجعلنا نقر في النهاية بان الفعل الحماسي في القصيدة لا يمكن ان يتحقق الا بقدرة الشاعر على اثارة تلك المعاني وبناء صورها حتى تنجح في اثارة حمية المتلقي.
  • مواضيع ذات صلة