[warning headline="تنبيه!"]تعلم إدارة موقع موسوعة سكوول، أن كل شخص يعمل على نقل المحتوى بطريقة غير قانونية أي دون ذكر المصدر، او سرقة المحتوى بأي شكل من الأشكال، فإن ذلك يعرض المرتكبين الى تتبعات من قبل الإدارة.[/warning] [warning headline="تنبيه!"] تعلم موسوعة سكوول عن انهاء العمل بهذه النسخة من الموقع منذ 01 فيفري 2018، الرجاء التوجه الى النسخة الجديدة.[/warning]
  • تلخيص محور الحماسة لرابعة آداب - مع الشواهد



    الرابعة آداب : محور الحماسة - ملخص - النسخة الالكترونية

    معاني الحماسة:
    1- البطولة:
    يبرز الممدوح في القصيدة الشعرية منقذا دينا مخلصا إلهيا وللممدوح مشروعية دينية ترفد مشروعيتها السياسية وعادة ما يكون منتصرا في أغلب حروبه فهو ممدوح أسطوري له بطولة خارقة ترتقي بصاحبها إلى ذات ملحمية لا يعزها شيء ولا يقهرها قاهر من  الأعداء.
    يقول أبو تمام في مدح المعتصم: أبقيت جد بني الإسلام في صعد – والمشركين ودار الشرك في صبب.
    ويقول المتنبي في مدح سيف الدولة: وإنما عرض الله الجنود بكم – لكي يكون بلا فسل إذا رجعوا.
    2- الشجاعة:
    وهي صفة محمودة تتواتر في أغلب / مختلف الأغراض الشعرية خاصة منها المدح والفخر وهي سبيل العبور إلى الفتوة المنشودة وهي إشادة باقتحام الأهوال ومقارعة الخطوب بكل صبر وثبات. فليس للممدوح مثال في المبادرة إلى المخاطر.
    يقول ابن هانئ: هذا المعز ابن النبي المصطفى – سيذب عن حرم النبي المصطفى.
    ويقول أبو تمام: بكل فتى ضرب يعرض للقنا – محيا محلى حلية الطعن والضرب.
    فالممدوح قوي يواجه الشدائد بشجاعة ويحملها على كتفيه مقابل أسد لا يحمل غير لبدته أي الشعر.
    يقول أبو تمام:  هذا على كتفيه كل حادثة – تخشى وذلك على أكتافه اللبد.
    بينما يقول المتنبي: تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى – إلى قول قوم أنت بالغيب عالم.
    3- الفروسية:
    لا تستقيم البطولة والشجاعة دون دليل ينهض عليها فإذا الفروسية هي إلى ذلك ومثال ذلك فروسية المتنبي في نص "لأتركن وجوه الخيل ساهمة" يقول:
    شيخ يرى الصلوات الخمس نافلة – ويستحل دم الحجاج في الحرم.
    فيما قال أبو تمام في مدح أبي سعيد الثغري:
    قدت الجياد كأنهن أجادل – بقرى درولية لها أوكار.
    4- القوة:
    لولا وة النفوذ والسلطان والحكم لما دانت العوالم إلى هذا الممدوح الظافر إدانة طاعة وتذلل.
    يقول إبن هانئ: غضب الخليفة غضبة – رخصت لها المهجات وهي غوالي.
    فللخليفة ترضخ له كل الموجودات مستجيبة لرغباته.
    ويقول أبو تمام في مدح المعتصم: لبيت صوتا زبطريا هرقت له – كأس الكرى ورضاب الخرد العرب.
    5- التعبئة الحربية:
    ليست الشجاعة والقوة وحدها التي ساهمت في صنع القائد المثالي، بل تنضاف إليها خصال أخرى أشاد بها الثالوث أبرزها حسب قيادة الجيوش والخبرة بمجال الحرب والدراية بأسليبها وخططها.
    يقول المتنبي: يكلف سيف الدولة الجيش همه –وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم.
    أما ابن هانئ فيقول: وكيف أخوض الجيش والجيش لجة – وإني بمن قد قاده الدهر مولع.
    6- الحمية الدينية:
    وهو معنى يوظف لإلهاب مشاعر العرب وينقسم إلى حمية دينية وأخرى عرقية.
    يقول المتنبي: ولست مليكا هازما لنظيره – وإنما التوحيد للشرك هازمه.
    ويقول ابن هانئ: مالي رأيت الدين قل نصيره – بالمشرقين وذل حتى حرفا
    ويقول أبو تمام: غضب الخليفة غضبة – رخصت لها المهجات وهي غوالي.



    7- التغني بالكرم والأخلاق:
    اقترنت الصفات الحربية بالصفات الأخلاقية عند الشعراء منهم أبو تمام في قوله:
    فتى دهره شطران فيما ينوبه – في بأسه شطر وفي جوده شطر.
    8- التغني بالنصر والمعارك:
    تغنى ابن هانئ بمعركة المجاز فيما تغنى المتنبي بمعركة الحدث الحمراء أما أبو تمام فقد تغنى بمعركة عمورية.
    إذا اعتبر الشعراء الثلاث هذه الأحداث فتحا للتاريخ، كما تحولت الانتصارات من مجرد صدامات وحروب إلى فتوحات. ولعل هذه الحروب تعبر عن وحدة العدو للمسلمين ألا هم الروم والعجم بالنسبة إلى المتنبي وأبو تمام وصراعات مذهبية أي سنية وشيعية بالنسبة إلى ابن هانئ.
    يقول أبو تمام حول وصول أبي سعيد الثغري إلى القسطنطينية فتحا جليلا:
    قد صرحت عن محظها الأخبار – واستبشرت فتحوك الأمطار
    كما قال في فتح عمورية:
    فتح الفتوح تعالى أن يحيط به – نظم من الشعر أو نثر من الخطب
    فتح تفتح أبواب السماء له – وتبرز الأرض في أثوابها القشب.
    أما المتنبي فيقول في واقعة "الحدث الحمراء":
    ولست مليكا هازما لنظيره – وإنما التوحيد للشرك هازمه.
    ويقول ابن هانئ:
    يوم عريض في الفخار طويل – ما تنقضي غرر له وحجول.
    9- إذلال العدو والتنكيل به:
    إذ حول البطل العدو إلى ذليل، حقير بفضل قوته، ولعل هذا التلازم بين الصورتين هو في الحقيقة ظاهرة ثابتة في شعر الحماسة.
    يقول أبو تمام:
    لاقاك بابك وهو يزأر فانثنى – وزئيره قد عاد وهو أنين
    ويقول المتنبي:
    تمر بك الأبطال كلمى هزيمة – ووجهك وضاح وثغرك باسم.
    10 - وصف العدة والعدد:
    تفنن شعراء الحماسة في وصف العدة والعدد والجيوش والأسلحة.... حيث لا يمكننا أن نجد قصيدة حماسية خالية من هذه الصور والمكونات الحربية...
    يقول ابن هانئ في وصف الأساطيل الحربية:
    في وصف الجواري: أما والجواري المنشآت التي جرت – لقد ظاهرتها عدة وعديد 
    في وصف الحراقات: فأنفاسهن الحاميات صواعق – وأفواههن الزافرات حديد.
    ويقول المتنبي في وصف نظام الجيش:
    خميس بشرق الأرض والغرب زحفه – وفي أذن الجوزاء منه زمازم.
    وقوله في وصف الأسلحة الحربية:
    ومن طلب الفتح الجليل فإنما - مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم.

    الخصائص الفنية:
    الإيقاع:
    أ‌- الإيقاع الخارجي:
    ⇦ البحر:
     يستخدم شعراء الحماسة عادة أوزان البحور الممتدة والفخمة والواسعة ذات النفس الطويل الغنية بالتنغيم والغنية بالثراء الإيقاعي مثل البحر الوافر والطويل والبسيط والكامل وهي بحور مقترنة عادة بالأغراض الكلاسيكية الجادة كالمدح والفخر والرثاء.

    الروي:
     يميل الشعراء إلى توظيف الأصوات القوية المجهورة ذات الصدع في أصوات الروي كالميم والدال مثل الجواري المنشآت إبن هانئ واللام مثل "يوم أرشق" لأبو تمام والنون والجيم مثل "لهذا اليوم بعد غد أريج" للمتنبي.

    ⇦ التصريع: 
    وظف الثالوث الحماسي التصريع ويبرز ذلك في مطلع قصيدة "فتح الفتوح" (الكتب – اللعب).
    دلالات الإيقاع الخارجي:
     للإيقاع الخارجي دلالات عديدة منه التغني بالنصر وترديد أصداء قوة المواجهة والتي فيها بيان قوة الشعر على تطويع الإيقاع لمشاهد عنيفة مثل أبي تمام في نص "فتح الفتوح" أو معركة الحدث للمتنبي.
    ب‌- الإيقاع الداخلي:
    ⇦ الموازنة الإيقاعية:
    يقول ابن هانئ: فأقل حظ العرب منك سعادة – وأقل حظ الروم منك شقاء.
    ويقول المتنبي: وتعظم في عين الصغير صغارها – وتصغر في عين العظيم العظائم.
    ويقول أبو تمام: فالشمس طالعة من ذا وقد أفلت – والشمس واجبة من ذا ولم تجب.
    المقارنة:
    يقول أبو تمام:   أبقيت جد بني الإسلام في صعد – والمشركين في دار الشرك في صبب.
    الجناس والطباق والاشتقاق:
    يقول أبو تمام: 
    السيف أصدق أبناءا من الكتب - في حده الحد بين الجد واللعب
    بيض الصفائح لا سود الصحائف – في متونهن جلاء الشك والريب
    يقول المتنبي: على قدر أهل العزم تأتي العزائم – وتأتي على قدر الكرام المكارم.
    التكرار والاشتقاق:
    يقول أبو تمام: فتى دهره شطران فيما ينوبه – في بأسه شطر وفي جوده شطر.
    الترديد:
    يقول المتنبي:  بناها فأعلى والقنا تقرع القنا.
    رد الأعجاز على الصدور: 
    يقول أبو تمام: بسنة السيف والحناء من دمه – لا سنة الدين والإسلام مختضب.
    الترصيع:
    يقول المتنبي: ونحن في جذل والروم في وجل – والبر في شغل والبحر في خجل
    ويقول أبو تمام: تدبير معتصم بالله منتقم – لله مرتقب في الله مرتغب.
    ⇦ التضعيف:
    يقول ابن هانئ: أرض تفجر كل شيء فوقها – بدمي العدى حتى الصفا والجندل.

    2- الصور الشعرية:
    تكمن شعرية القصيدة الحماسية في بناء صورتها وتشكيلها وتوسيع نطاقعا أفقيا وعموديا من خلال التشابيه والاستعارات والكناية والتشخيص فقد حقق من خلالها الثالوث صورة النصر والهزيمة المجملة وصور من خلالها أيضا صور هزائم العدو وأسره وصوّر قوة الجيش والقادة.
    الإستعارة:
    الإستعارة المتصلة بالأسد والتي تمثل محافظة على التقليد في الصورة. يقول ابن هانئ:
    يا ليث كل عرينة يا بدر كل دُجنة – يا شمس كل ضحاء.
    التشخيص:
     كتشخيص الأرض التي اكتست حلل البهجة احتفاءا بالنصر يقول أبو تمام:
    فتح تفتح أبواب السماء له – وتبرز الأرض في أثوابها القشب.
    وتغلب على التشبيهات المتعلقة بصورة المحارب الأدوات الحربية اللازمة له. يقول أبو تمام:
    همام كنصل السيف كيف هززته – وجدت المنايا منه في كل مضرب.
    فإن الصورة التي تقوم على التشبيه والإستعارة والكناية حلت محلها البدوي بأسودها وطيورها والجوارح والخيل.
    يقول المتنبّي:   سَحابٌ مِنَ العِقبانِ يزْحَفُ تحتَها -  سحابٌ إذا استَسقتْ سقتها صَوارِمُهْ.
    يقول أبو تمام: 
    أَسْرى بنُو الإسلامِ فيه وأَدْلَجُوا-  بقلوبِ أُسدٍ في صدور رجالِ.
    شيخ يرى الصلوات الخمس نافلة – ويستحل دم الحجاج في الحرم.
    فقد أضحَى أبا الغَمراتِ يُكنى -  كأنّ أبا العَشائِرِ غيرُ فَاشِ.
    ⇦ المبالغة والتهويل:
    الغلو في التصوير من خلال المبالغة في وصف امتداد الجيش واحتلاله الأرض بل الكون أفقيا وعموديا. يقول المتنبي:
    خميس بشرق الأرض والغرب زحفه – وفي أذن الجوزاء منه زمازم.
    يقول ابن الهانئ: ما شئت لا ما شاءت الأقدار – أُحكم فأنت الواحد القهار.
    صور شعرية قائمة على التهويل من خلال تشخيص الآمال والجمع بين المجرد والمحسوس.
    يقول أبو تمام: توفيت الآمال بعد محمد - *
    يقول ابن هانئ:
    فمدينة من بعد أخرى تستبى – وطريقة من بعد أخرى تعتفى.
    حتى لقد رجفت ديار ربيعة – وتزلزلت أرض العراق تخوفا.


    للحصول على النسخة الجاهزة للطباعة PDF (اضغط هنا)



    وفي الأبيات عمل ابن هانئ على تهويل صورة الواقع مما يعكس هول الفاجعة وهو يؤكد تعجب الشاعر واستغرابه مما يحدث في المشرق العربي.
    ⇦ تجميل التقبيح: 
    في مشهد حرق عمورية.
    ⇦ يقول أبو تمام:
    حتى كأن جلابيب الدجى رغبت – عن لونها وكأن الشمس لم تغب.
    ضوء من النار والظلماء عاكفة - وظلمة من دخان في ضحى شحب.
    فالشمس طالعة من ذا وقد أفلت – والشمس واجبة من ذا ولم تجب.
    أو تجميل الدماء التي حولها المتنبي إلى الماء في واقعة "الحدث الحمراء". إذ يقول:
    سقتها الغمام الغر قبل نزوله – فلما دنا منها سقتها الجماجم.
    ⇦ الوصف:
    وصف تسجيلي للأحداث والوقائع يستقصي الموضوع ويحدد الأماكن (عمورية – الحدث الحمراء – قسطنطينة ... ) ويعيّن الأبطال والأعداء (أبو سعيد الثغري، المعتصم، سيف الدولة، المعزر، أبو شجاع فاتك، بابك الخرمي، تيوفيل...) فتزع الصورة إلى المطابقة.
    كما عمل الوصف والشعر عن جملة من الوقائع والأحداث التي عاشها الشاعر من ذلك أن أبا تمام قد روى غزوة المعتصم لعمورية فقال: 
    يا يوم وقعة عمورية انصرفت – منك المنى حفلا معسولة الحلب.
    كما روى حادثة قبض الأفشين على بابك الخرمي والتمثيل به ووصفها إذ يقول:
    مازال مغلول العزيمة سادرا – حتى غدا في القيد والأغلال.
    ⇦ وظيفة الصور الشعرية:
    تتعدد وظائف الصورة الشعرية وتتلون بالغرض الذي فيه ويمكن إجمالها في الآتي:
    حسن إخراج المعنى وتجويده المتمثل أساسا في مدح البطل. 
    وظيفة تأثيرية تتوزع بين ترهيب الأعداء من قوة الممدوح وتجاوزها الحد الممكن تصوره فيركن إلى الاستسلام والتسليم بها وترغيب جمهور المسلمين في الإقدام عليها بتحويل قبحها جمالا يستهوي القلوب ويدعو إليها وبما في ذلك من اشكال التهييج والتحريض على الحرب مما يدعم تصادم الحضارات والتشريع المباشر للعنف وتهديد السلم.

    ⇦ مصادر الصور الشعرية:
    تعددت مصادر الصور الشعرية وتنوعت حسب وظيفتها في القصيدة. فمنها ما هو ذو مصدر طبيعي كما هو بيّن خاصة في شعر ابن الهانئ تحديدا في قصيدته الجواري المنشآت. ففي هذه القصيدة نجد الطبيعة مصدرا للصورة الشعرية فيما نجد القرآن الكريم مصدرا لها خاصة في قوله "الجواري المنشآت". كما تستمد الصورة الشعرية صلاحيتها من الطبيعة الجاهلية في شعر كل من أبي تمام والمتنبي وتحديدا الفتوة الجاهلية التي رسمت عالم الأبطال الممدوحين في مختلف القصائد الشعرية ولعل هذه المصادر تتلخص أساسا في الشجاعة والفتوة والقوة وخاصة الفروسية.

    ⇦ البنية السردية للقصيدة:
    إنّ البنية السرديّة لتتجلى من خلال هيمنة الأفعال الدالة على الحركة وتعاقبها تعاقبا تنظّمه المؤشرات الزمنية أو المنطقية. والنظام الذي يخضعها إليه الشاعر يؤدي عادة دلالة تنامي الأحداث ومرورها بأطوار متعاقبة من الاستعداد إلى الحرب إلى الاستجابة لندائها وخوض غمارها فإلى سرد التلاحم بين الجيشين ومظاهر التقتيل والتدمير لتتوّج القصة بالنهاية المظفّرة. هذه الأفعال غالبا ما تسند إلى البطل القائد العسكري على هيئات متنوعة لكنها تلتقي في الدلالة على فاعليته التي تستقطبها ذات البطل استقطابا بموجبه يتحوّل الجيش والفرسان وسائر عناصر المعركة امتدادا لذاته المتفردة. وأمام ذلك تنهض المقابلة بتعميق تلك الدلالات فلا يستأثر العدو من الأفعال إلا ما به يتأكّد عجزه عن المطاولة وافتقاره إلى الشجاعة العسكرية ومستلزماتها القيمة والفعليّة.
    ولا تقتصر هذه المقاطع القصصية على سرد الأحداث، بل كثيرا ما تنفتح على الوصف  الذي يخصّ به الشاعر جملة متنوعة من الموصوفات. ومن تلك المراوحة تنشأ اللوحات المتكاملة العناصر ويغذى الطابع الملحميّ وتمثّل وقائع الحرب في الأذهان. ولذلك قال بن الأثير عن المتنبّي «أنّه إذا خاض في وصف معركة كان لسانه أمضى من نصالها، وأشجع من أبطالها، وقامت أقواله للسامع مقام أفعالها، حتى تظن الفريقين قد تقابلا، والسلاحين قد تواصلا... «.
    3- المعاجم:
    تنوعت المعاجم التي وظفها شعراء الحماسة في قصائدهم، فنجد من هذه المعاجم معجم الحرب الذي أثث أغلب القصائد الحماسية. ويبزر ذلك بالأساس من خلال أسماء السيوف والرماح (المشرقية، القنا...) يقول المتنبي في "الحدث الحمراء":
    ومن طلب الفتح الجليل فإنما - مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم. أو قوله: بناها فأعلى والقنا تقرع القنا.
     وأسماء التجهيزات الحربية (الجواري المنشآت، قباب،بارقات، حرقات، قادحات...) مثل قول ابن هانئ:
     أما والجواري المنشآت التي جرت – لقد ظاهرتها عدة وعديد
    وهي أسماء لتجهيزات حربية تستعمل في الحروب البحرية أساسا. ولم يكتفي الثالوث بهذا المعجم فقط، بل وظفوا أيضا معجم الدين الذي يبزر أساسا من خلال قولهم (الشرك، الخليفة، الخلافة،الدين، الإسلام، النصارى، العلوج...) إذ يقول المتنبي:
    رمى بك الله برجيها فهدمها – ولو رمى بك غير الله لم يُصب.
    *- وبين أيام بدر أقرب النسب. 
    أو قول أبو تمام: 
    أمسى بك الإسلام بدرا بعدما – محقت بشاشته محاق هلال.
    فيما وظف أبو تمام في شعره تحديدا في قصيدة "يوم أرشق" معجم الغزل يبرز ذلك أساسا في قوله (هجر – الغواية – المغرم – الوصال – الحياء...) إذ يقول:
    خلط الشجاعة بالحياء فأصبحا – كالحسن شيب لمغرم بدلال.
    ووظف ابن هانئ في جملة قصائده معجم الطبيعة (الجبال – الراسيات – الرياح – النجوم – الرعود – الصدود....) ولعل ذلك خدمة لبناء عالم المعز لدين الله الفاطمي إذ يقول:
    وأن الرياح الذاريات كتائب – وأن النجوم الطالعات سعود.

    وجوه الاختلاف والإئتلاف عند الثالوث:
    نقاط الإئتلاف:
    أ‌- مضمونا:
    ⇦ العصر: 
    جاء الشعراء الثلاثة في نفس العصر: خلال القرنين الثالث والرابع للهجرة التي تميزت بعصور اللهو والمجون والصراعات الداخلية والخارجية.
    ⇦ تعدد الأبطال: 
    المعتصم بالله، سيف الدولة، أبا سعيد الثغري، الأفشين، الطوسي، المعز لدين الله الفاطمي.
    ⇦ المدح برجاحة العقل والحكمة: 
    لا بد أن يكون الممدوح راجح العقل سليما، ذكيا، كأن يمدح ابن الهانئ المعز لدين الله الفاطمي في قوله:
    نصر الإلاه على يديك عباده – والله ينصر من يشاء ويخذل
    فبفضل ذكائه أنجا العرب وحقق لهم النصر.
    ⇦ البأس ورباطة الجأش:
    يشترك ثالوث الحماسة في تخصيص الممدوح والبطل القائد بصورة عامة عن طريق الإقدام كقول المتنبي في مدح سيف الدولة:
    وقفت وما في الموت شك لواقف – كأنك في جفن الردى وهو نائم.
    وأبو تمام يقول: بطعن في نحورهم مريد – وضرب في رؤوسهم عنيد.
    ⇦ الشجاعة:
    استند إليها الثالوث لتوليد قيم البطولة أساسا كقول أبو تمام:
    وما مات حتى مات مضرب سيفه – واعتلت عليه القنا السمر.
    ⇦ البطش:
    صور الشعراء الثلاثة ممدوحيهم بقوتهم مستندين إلى سمات الفتى الجاهلي، الفروسي، فهو بطل ملحمي يبرز ذلك من خلال ⇦ مشاهد متعددة لعل أبرزها:
    الإشمئزاز: فمن خلال تجميل القبيح كواقعة فتح عمورية أو واقعة الحدث الحمراء
    إذلال العدو: إذ حول البطل العدو إلى ذليل، حقير، بفضل قوته ومن ذلك قول أبي تمام:
    وضربت أمثال الذليل وقد ترى – أن غير ذاك النقض والإمرار.
    أو قول المتنبي:
    تمر بك الأبطال كلمى هزيمة – ووجهك وضاح وثغرك باسم.
    ⇦ التغني بالكرم والأخلاق:
    اقترنت الصفات الحربية بالصفات الأخلاقية عند جل الشعراء. يقول أبو تمام:
    فتى دهره شطران فيما ينوبه – في بأسه شطر وفي جوده شطر.
    ⇦ التغني بالنصر في المعارك:
    تغنى ابن هانئ بمعركة المجاز فيما تغنى المتنبي بمعركة الحدث الحمراء أما أبو تمام فقد تغنى بمعركة عمورية.
    إذا اعتبر الشعراء الثلاث هذه الأحداث فتحا للتاريخ، كما تحولت الانتصارات من مجرد صدامات وحروب إلى فتوحات. 
    يقول أبو تمام حول وصول أبي سعيد الثغري إلى القسطنطينية فتحا جليلا:
    قد صرحت عن محظها الأخبار – واستبشرت فتحوك الأمطار
    كما قال في فتح عمورية: فتح الفتوح تعالى أن يحيط به – نظم من الشعر أو نثر من الخطب.
    أما المتنبي فيقول في واقعة "الحدث الحمراء":
    ولست مليكا هازما لنظيره – وإنما التوحيد للشرك هازمه.
    ويقول ابن هانئ: يوم عريض في الفخار طويل – ما تنقضي غرر له وحجول.
    ⇦ إثارة الحمية الدينية والعرقية:
    وهو معنى يوظف لإلهاب مشاعر العرب وينقسم إلى حمية دينية وأخرى عرقية.


    للمزيد من شروح النصوص والملخصات الخاصة بمحور الحماسة اضغط هنا


    يقول المتنبي: ولست مليكا هازما لنظيره – وإنما التوحيد للشرك هازمه.
    ويقول ابن هانئ: مالي رأيت الدين قل نصيره – بالمشرقين وذل حتى حرفا
    ويقول أبو تمام: غضب الخليفة غضبة – رخصت لها المهجات وهي غوالي.
    ⇦ تاريخية الشعر:
     فمصدره الأساسي التاريخ ويبرز أساسا من خلال أسماء الأعلام والوقائع وأمكنتها.
    ⇦ الإحتفال بالنصر:
    احتفل الشعراء الثلاثة بالنصر في أكثر من مناسبة إذ يقول ابن هانئ:
    يوم عريض في الفخار طويل – ما تنقضي غرر له وحجول.
    التغني بالجنود والعتاد وقوة الجيش وآليات الحرب:
    يبترز التغني بالجيش أساسا في قول المتنبي مهوّلا وصف جيش العدو رفعا من قيمة الممدوح:
    خميس بشرق الأرض والغرب زحفه – وفي أذن الجوزاء منه زمازم.
    أو قوله: تجمع فيه كل لسن وأمة – فما تفهم الحداث إلا التراجم.
    كما تغنو بالعدة والعدد وضخامتها إذ يقول أبو تمام:
    يحمل كل مدجج سمر القنا – بإعابه أولى من السربال.
    كما وصف ابن هانئ آليات الحرب في قوله: أما والجواري المنشآت التي جرت – لقد ظاهرتها عدة وعديد.
    ب‌- شكلا:
    ⇦ تجاوز المطالع التقليدية:
    تجاوز الشعراء الثلاث المطالع التقليدية نحو مطالع أخرى استجابت لمحتوى القصيدة فجد المطلع الحكمي الحاضر لدى الثالوث إذ يقول المتنبي:
    على قدر أهل العزم تأتي العزائم – وتأتي على قدر الكرام المكارم.
    وتعظم في عين الصغير صغارها – وتصغر في عين العظيم العظائم.
    أو قول أبو تمام: السيف أصدق أنباءا من الكتب - في حده الحد بين الجد واللعب.
    ⇦ التضخيم والمغالات:
    بتحقيق المباعدة بين الواقع والمثيل وبالتالي تجاوز تاريخية الشعر إلى شعرية التاريخ.
    ⇦ توظيف أساليب البديع:
    وظف الشعراء الثلاثة أساليب بديعية متنوعة نحو الجناس:
    بيض الصفائح لا سود الصحائف.
    في حده الحد بين الجد واللعب.
    ⇦ الترديد: 
    فتح الفتوح تعالى أن يحيط به – أبو تمام.
    لقد تصبرت حتى لات مصطبر – فالآن أقحم حتى لات مقتحم – المتنبي.
    عبدان عبدان وتبع تبع – فالفاضل المفضول والوجه القفا – إبن الهانئ.
    ⇦ البحور:
    وظفها الشعراء الثلاثة متشابهة خاصة منها البحر البسيط في نصوصهم الشعرية.
    صارت القصيدة احتفالا حربيا بالصوت دون الدلالة.
    2- مظاهر الاختلاف:
    أ‌- مضمونا:
    تفرد المتنبي بحضور الحماسة في كل أغراضه الشعرية المختلفة في المدح والفخر والهجاء والرثاء...
    حدد أبو تمام في شعره أماكن الأحداث (عمورية – أرشق) 
    كانت صلة ابن هانئ بالمعز صلة مناصرة وتحزب وهو على عكس أبي تمام والمتنبي.
    كان الصراع لدى المتنبي وأبو تمام صراعا عربيا بيزنطيا، أو عربي مناوئي إلا ان الصراع لدى ابن الهانئ كان صراعا ذو تلون مذهبي (سني وشيعي).


    للمزيد من شروح النصوص والملخصات الخاصة بمحور الحماسة اضغط هنا


    ب‌- شكلا:
    ⇦ اختلاف المعاجم المستعملة: 
    معجم السيوف والقنا والفروسية لدى المتنبي وأبو تمام على عكس ابن الهانئ الذي وظف معجم السفن والأسلحة الحربية البحرية مع تكثيفه لمعجم الدين.
    ⇦ اختلاف الصور الشعرية:
     استلهامها من صورة الفن الجاهلي عند أبي تمام والمتنبي وعند ابن هانئ استلهمها من القرآن كلفظ "الجواري المنشآت".
    التجربة في شعر المتنبي هي التي تفضي إلى حكمة إلى حكمة زكية لا عامة.

    تاريخية الشعر الحماسي:
    لئن كانت أحداث القصية الشعرية مستمدة من التاريخ العربي القديم خاصة خلال القرنين الثالث والرابع للهجرة، والذي يبرز ذلك من خلال أسماء الشخصيات وأسماء الأماكن والأسلحة وغيرها، إلا أنه لا يمكن اعتبار الشعر مصدرا لتسجيل الأحداث التاريخية. فكلما زادت الصور الشعرية كثافة، وكلما ازدادت الاستعارات والكنايات والتشابيه، وكلما زادت المبالغة والغلو في نقل الحدث، كلما انحدر الشعر عن تاريخيته، فيتحول بذلك الشعر إلى مصدر تزوير للأحداث التاريخية المختلفة ولعل أبرز ذلك تحويل الهزائم إلى انتصارات.

    فلئن انفتح الشعر على التاريخ فإنه ليس مجرد استنساخ لما وقع بل لعل الأحداث والوقائع مجرد منطلق للقول وقادح له.... ألم يقل الناقدون عن شعر المتنبي: "ليس وصف حروب بقدر ما هو حروب وصف". ولعل ذروة ذلك أن تنطلق القصيدة بعكس ما يرويه التاريخ كما ذكرنا سابقا وهو أن تحول الهزيمة نصرا فيما قاله المتنبي مخففا عن سيف الدولة:
    الدهر معتذر والسيف منتظر – وأرضهم لك مصطاف ومرتبع.
    فالتاريخ وهو حاضر في النص الحماسي، يتزين بألوان تسطره وتخرجه من التجريبي إلى النموذجي الخالد في شكله الفني دون اعتباره منهجا أو مصدرا للتأريخ.
  • مواضيع ذات صلة