[warning headline="تنبيه!"]تعلم إدارة موقع موسوعة سكوول، أن كل شخص يعمل على نقل المحتوى بطريقة غير قانونية أي دون ذكر المصدر، او سرقة المحتوى بأي شكل من الأشكال، فإن ذلك يعرض المرتكبين الى تتبعات من قبل الإدارة.[/warning] [warning headline="تنبيه!"] تعلم موسوعة سكوول عن انهاء العمل بهذه النسخة من الموقع منذ 01 فيفري 2018، الرجاء التوجه الى النسخة الجديدة.[/warning]
  • الإيقاع في شعر الحماسة (إبن هانئ - أبو تمام - المتنبي)



    الإيقاع في شعر الحماسة


    الإيقاع يكون على مستويين: داخلي و خارجي.
    أ- الإيقاع الخارجي:
    +) البحر :
    البحور الأكثر استخداما في القصائد ذات النزعة الحماسية هي البحور الطويلة ، كالطويل و المديد و الكامل و الوافر و البسيط وهي تستخدم غالبا للأغراض الرصينة ذات الموضوعات الهامة والمواقف الجادة ، كالمدح و الفخر و الرثاء ، وهي الأغراض التي تتخللها المقاطع الحماسية عادة ؛ و قلما تستعمل البحور الخفيفة مثل الرمل و الهزج و الخفيف في قصائد الحماسة. 
    +) القافية :
    القافية هي مجموعة من الحركات و السكنات من آخر ساكن في البيت إلى الحركة السابقة للساكن الذي قبله مثل قول المتنبي :
    تظنُّ فراخ الفتخ أنك زرتها --- بأُمَّاتها و هي العِتاق الصَّلادِم(و)
    فالقافية في هذا البيت هي {لادمو} ، و قد اشتملت على حرف "الدال" و فيه من صفات القوة ثلاث صفات : الجهر ، والشدة ، و القلقلة، و هي تجعل جرسه قويا يناسب ما يرمي إليه الشاعر من الإيحاء بصلابة خيول الممدوح و قوتها .
    و هذا مثال آخر :
    عليها غمام مكفهر صبيره --- له بارقات جمّة و رُعودُ(و)
    هو بيت لابن هانئ في وصف حرّاقات المعز لدين الله الفاطمي ، و قافيته هي { عودو} تضمنت عينا و دالا ، الأول حرف حلقي مجهور ، و الثاني حرف مجهور شديد مقلقل ، وهما حرفان يجتمعان في كلمة {رعد} الموحية بقوة الانفلاق و الدويّ الذي توصف به قذائف الحراقات الرهيبة 
    مستوى الإيقاع الداخلي:
    - تكرار الكلمات :
    قد يتحقق الإيقاع لداخلي في البيت أو القصيدة بتكرار لفظة أو عبارة كما في قول ابن هانئ يمدح المعز لدين الله الفاطمي :
    هذا المعز بن النبي المصطفى --- سيذب عن حرم النبي المصطفى .
    فقد كرر الشاعر المركب النعتي " النبي المصطفى " آخرَ الصدر و آخر العجز لإبراز معنى هام من معاني المدائح الحماسية الشيعية وهو نسب الإمام المتصل بالرسول – صلى الله عليه و سلم – وهذا يجعله حامي الحرم النبوي . و علاوة على وظيفته التعبيرية اضطلع التكرار بوظيفة إيقاعية .
    - الجناس :
    هو تشابه لفظين في الحروف مع اختلافهما في المعنى ، و يعتبر الجناس من الزخرف اللفظي و الإكثار منه مستهجن ، ولكن الشعراء يستعملونه لتحسين موسيقى الشعر الداخلية و خدمة المعنى و تقويته و من أمثلته في شعر الحماسة قول أبي تمام في مدح المعتصم : 
    فتوح أمير المؤمنين تفتَّحتْ --- لهنّ أزاهير الرُّبى و الخمائل .
    فبين كلمتي "فتوح" و "تفتحت" جناس اشتقاق ، يبرز الترابط بين النصر و احتفال الطبيعة ؛ فكأن الفتح غيث نافع نزل بعد الجفاف فنشر الخصب بعد الجدب .



    للمزيد من شروح النصوص والملخصات الخاصة بمحور الحماسة اضغط هنا

    - التوازي التركيبي:
    وهو التشابه القائم على تماثل بنيوي في البيت الشعري أو الأبيات الشعرية . ومنه قول أبن هانئ في وصف أسطول المعز لدين الله الفاطمي : 
    و الحاملات و كلها محمولة --- و الناتجات و كلها عذراء .
    الصدر يتألف من حرف + اسم + حرف + اسم + ضمير + اسم.
    العجز يتألف من حرف + اسم + حرف + اسم + ضمير + اسم .
    وهذا التكرار في التركيب أشاع في البيت نغما يلائم تحمّس الشاعر و هو يتغنى بقوة الآلة الحربية التي قهر بها المعزّ أعداءه ، و يعاضد هذا التوازي في التركيب تواز بالتضاد (طباق ) بين ناتجات و عذراء ، و جناس اشتقاق بين حاملات و محمولة .
    و لا يخفى أن الشاعر يهدف من وراء تكثيف ألوان الإيقاع في البيت إلى التأثير في المتلقي وتحريك إعجابه بسفن المعز التي تبدو من قبيل المعجزات. و يتأكد ذلك بالنظر في الصورة الشعرية القائمة على الطباق و الاستعارة و المتمثلة في نعت السفن بأنها ناتجات(تحمل كثيرا من الجنود) و عذراء ( لم تتزوج ) فهي ضخمة تتسع لجيش كثير. و هذه الصورة قرآنية استوحاها الشاعر من سورة مريم عليها السلام .
    و هذا مثال آخر من التوازي التركيبي من شعر أبي تمام:
    ومن كان بالبيض الكواعب مغرما --- فما زلت بالبيض القواضب مغرما 
    ومن تيمت سمر الغواني و أدمهــا --- فما زلت بالسمر العوالي متيّـمـــــا 
    قال أبو تمام هذين البيتين في مدح أبي سعيد الثغري و استعمل فيهما ألوانا من الإيقاع منها التوازي التركيبي التام بحيث يشكل البيتان وحدة إيقاعية تبرز وحدة الدلالة . و منها التكرار اللفظي ( مغرما / مغرما – تيمت متيما – سمر / سمر) والجناس التام (بيض/ بيض- سمر / سمر) ، و تماثل البنى الصرفية ( كواعب / قواضب – عوالي / غواني) . و مقصد الشاعر في البيتين هو التركيز على تفرّد ممدوحه بخصلة حربية هي الشغف بالسلاح الجيد الذي يدل على ولع بالحرب . و الإيقاع المكثف في البيتين يشدّ انتباه المتلقي و يحمله على نشدان المعنى.
  • مواضيع ذات صلة