[warning headline="تنبيه!"]تعلم إدارة موقع موسوعة سكوول، أن كل شخص يعمل على نقل المحتوى بطريقة غير قانونية أي دون ذكر المصدر، او سرقة المحتوى بأي شكل من الأشكال، فإن ذلك يعرض المرتكبين الى تتبعات من قبل الإدارة.[/warning] [warning headline="تنبيه!"] تعلم موسوعة سكوول عن انهاء العمل بهذه النسخة من الموقع منذ 01 فيفري 2018، الرجاء التوجه الى النسخة الجديدة.[/warning]
  • الأدفاق السّياحيّة - بكالوريا آداب - بكالوريا إقتصاد وتصرّف



     الأدفاق السّياحيّة - بكالوريا آداب - بكالوريا إقتصاد وتصرّف



    I-أدفاق سياحيّة عالميّة متنامية:
    1-نمو سريع للأدفاق السّياحيّة العالميّة:
    عرفت أدفاق السّياحة العالميّة نموًّا هامًّا منذ نهاية الحرب العالميّة الثّانية حيث مرّ عدد السّياح من 25.3 مليون سائح سنة 1950 إلى مليار 135 مليون سائح في 2014 وقد مرّ هذا النّمو بثلاثة مراحل. الفترة الأولى وهي فترة نمو مرتفع  ميّزت فترة الخمسينات والسّتينات من القرن العشرين وهي فترة إنطلاق الظّاهرة السّياحيّة وتزامنت مع فترة النّمو الإقتصادي السّريع بعد الحرب العالميّة الثّانية وإكتساب السّياحة العالميّة طابعا جماهريًّا (هي نمط سياحي ظهر بالبلدان الصّناعيّة خلال الستّينات من القرن العشرين بفضل تعميم العطل الخالصة الأجر ممّا مكّن الجماهير الشّعبيّة من السّفر لغرض السّياحة). تلتها فترة نموّ متوسّط  ميّزت السّبعينات والثّمانينات والتّسعينات من القرن العشرين وإرتبطت بأزمات إقتصاديّة مثل الصّدمتين النّفطيّتين خاصّة منها الصّدمة الثّانية التي أدّت إلى ركود السّيّاح خلال ثلاث سنوات (1981 – 1982 – 1983). وأخيرا فترة نمو ضعيف ومتذبذب التي ميّزت العشرين الأولى من القرن الواحد والعشرين لتواتر عدّة أحداث منها أحداث 11 سبتمبر 2001 وكارثة تسونامي 26 ديسمبر 2004 والأزمة الماليّة سنة 2008.

    2- أدفاق سياحيّة مرتبطة أساسا بدول الشّمال:
    أ‌- الأدفاق الرّئيسية والثّانويّة للسّياحة العالميّة:
    تمثّل بلدان الشّمال المناطق الكبرى لإنطلاق الأدفاق السّياحيّة الرّئيسيّة العالميّة وإستقبالها فهي توفّر وتستقبل ثلثي السّيّاح في العالم حيث تساهم البلدان الأوروبيّة بنحو 52 % من عدد السّياح المغادرين تليها بدان أمريكا الشّماليّة بـ 10% حيث نجد 6بلدان متقدّمة ضمن قائمة البلدان العشر الأولى تساهم بثلث عدد السيّاح الوافدين في العالم.

    أمّا الأدفاق الثّانويّة فهي من بلدان الشّمال إلى  بلدان الجنوب : من أمريكا الشّمالية نحو جزر الكراييب وأمريكا اللّاتينيّة (المكسيك والبرازيل) ومن أوروبا إلى بلدان الضفّة الجنوبيّة للبحر المتوسّط (مصر – تونس – المغرب) ومن أوروبا نحو شرق آسيا مثل الصّين وماليزيا وهونغ كونغ وتايلندا والفلبّين وهناك أدفاق ثانويّة أخرى تنطلق من اليابان نحو جزر المحيط الهادي.
    وقد شهدت هذه الأدفاق الثّانويّة نموّا هامّا ممّا رفع حصّتها في السّياحة العالميّة إلى 46% من عدد السّياح الوافدين سنة 2009.

    ب‌- إنعكاسات مجاليّة هامّة للأدفاق السّياحيّة العالميّة:
    ساهمت الأدفاق السّياحيّة في ظهور مجالات سياحيّة كبرى مثل منطقة البحر الأبيض المتوسّط تحتلّ المرتبة الأولى حيث تستقطب حوالى 150 مليون سائح سنويّا نظرا لتزايد الطّلب على السّياحة الإستحماميّة (مزايا طبيعيّة وتجهيزات سياحيّة متطوّرة...) إضافة إلى سواحل خليج المكسيك (فلوريدا والسّاحل الأمريكي) حيث تستقطب السّياح الأثرياء من بقيّة التّراب الأمريكي وهناك بعض الأراضي الجبليّة السّياحيّة مثل جبال الآلب إضافة إلى سياحة المدن الكبرى مثل باريس حيث تستقطب أكثر من 50 مليون سائح ولندن ومدريد وروما في إطار سياحة ثقافيّة وسياحة المؤتمرات والأعمال كذلك المدن الدّينيّة مثل مكّة، المدينة المنوّرة، روما وبيت لحم.

    3- عائدات سياحيّة متنامية:
    تطوّرت العائدات السّياحيّة للسّياحة العالميّة حيث نمت وإرتفعت بـ 48 مليار دولار سنة 2014 لتصل إلى مستوى قياسي قدّر بــ 1.49 مليار دولار وتهيمن بلدان الشّمال على العائدات الماديّة السياحيّة بقيمة الثّلثين. وتأتي أوروبا في المرتبة الأولى بنسبة 41% من جملة العائدات أي 509 مليار دولار ثم حلّت آسيا ومنطقة المحيط الهادي في المرتبة الثّانية بحوالي 30 % من العائدات أي 377 مليار دولار ثم أمريكا بـ 22% أي 274 مليار دولار والشّرق الأوسط بـ 49 مليار دولار وإفريقيا بـ36 مليار دولار. وقد حقّقت بعض البلدان الجنوبيّة مثل ماليزيا  وتركيا مداخيل هامّة من السّياحة مستفيدة من الإستثمارات في البنية السّياحيّة ومن العائدات الماليّة من السّياحة العالميّة بإعتبارها من السّياحات القليلة ذات الحاصل الإيجابي مع بلدان الشّمال.

    II-عوامل تنامي الأدفاق السّياحيّة العالميّة:
    1-تحسّن مستوى العيش:
    ساهم إرتفاع مستوى الدّخل الأسري في دول الشّمال خاصّة في تزايد النّفقات السّياحيّة من الإنفاق الأسري وتعتبر أحد العوامل الإقتصاديّة الهامّة في تحريك الأدفاق السياحيّة فكلّما إرتفع مستوى دخل الأسرة إزدادت نسبة الإقبال على السّياحة ففي فرنسا 62 % من الأسر الفرنسيّة سافرت من أجل السّياحة و80% لدى من يفوق دخلهم 7600 يورو في السّنة كما ساهمت الحكومات في تنشيط السّياحة من خلال تعميم التّمتّع بالعطل خليصة الأجر مع إضافة الأسبوع الخامس وتقليص مدّة العمل الأسبوعي من 45 ساعة إلى 35 ساعة في بداية القرن العشرين.

    2- سياسات تنمويّة تراهن على السّياحة العالميّة:
    السّياحة هو نشاط قادر أكثر من غيره على توفير مواطن الشّغل والعملة الصّعبة فأقّرت عدّة بلدان خاصة الشّمال برامج ومخطّطات للتّهيئة السّياحيّة ورصد إستثمارات ضخمة للبنية الأساسيّة. وقد راهنت بلدان الجنوب على القطاع السّياحي مثل البلاد التّونسيّة والمغرب الأقصى ومصر وجزر الكراييب من خلال تهيئة المناطق السّياحيّة ببناء الفنادق والتّفويت فيها للخواص وتشجيع الرّأسمالي المحلّي والأجنبي على الإستثمار في السّياحة.

    3- دور وسائل النّقل والإتّصال:
    أدّى التّطوّر التّقني في وسائل النّقل واحتداد المنافسة بينها إلى تخفيض تكاليف السّفر حيث ساهم النّقل الجوّي في إزدهار السّياحة الجماهريّة خاصّة بالمناطق البعيدة عن أوروبا إضافة إلى تعميم الرّحلات المنظّمة ذات الكلفة المنخفضة (Vols Charters) وتوسيع السّوق السّياحيّة العالميّة بفتح مجالات سياحيّة بعيدة عن أوروبا مثل إفريقيا وتدعّمت خاصّة بفكّ التّقنين عن النّقل الجوّي في 1979 في الولاياة المتّحدة الأمريكيّة و1986 بالإتّحاد الأوروبي.

    4- تطوّر العرض السّياحي:
    تطوّرت طاقة الإيواء العالميّة لتفوق 20 مليون غرفة فندقية في 2012 وتحتكر بلدان الشّمال ثلثي هذه الطّاقة وقد سجّلت دول آسيا الشّرقيّة وبلدان المحيط الهادي وإفريقيا نموّا هامّا تضاعف بتسع مرّات بآسيا الشّرقيّة وثلاث مرّات بإفريقيا.
    لم يعد العرض السّياحي يقتصر على الغرف الفندقيّة والإقامات الثّانويّة حيث توجّه نحو التّنوّع فأصبحنا نجد سياحة بيئية وثقافية وإستشفائية وشاطئية ودينية لكن يبقى هذا القطاع رهين الأوضاع الأمنية والإقتصادية في العالم.

    III- الأطراف المتدخّلة:
    1- الأطراف العموميّة والدّوليّة والمنظّمات الغير حكوميّة:
    أ‌- الأطراف العموميّة:
    تتكوّن من الجماعات المحليّة كالبلديات في تونس ومن وزارات كوزارة السّياحة ووزرات السّيادة مثل وزارة الخارجيّة إضافة إلى الدّواوين المختصّة مثل الدّيوان الوطني للسياحة تعمل على تحديد الأدفاق السّياحيّة وتحديد الإختيارات التّنمويّة ووضع المخطّطات ورصد الإعتمادات.

    ب‌- الأطراف الدّوليّة:
    تتمثّل أساسا في المنظّمة العالميّة للسياحة والمنظّمات الإقليميّة التاّبعة بها (كالمنظّمة العربيّة للسّياحة...) وهي منظّمة دوليّة متخصصّة في السّياحة وطرفا فاعلا في الأدفاق السّياحيّة وهي هيكل أممي لها مهام متنوّعة منها القيام بدراسات وتنظيم النّدوات والمؤتمرات وسنّ التّشريعات الخاصّة بالسّياحة وتقديم مساعدات للبلدان الأعضاء.

    ت‌- المنظمات الغير حكومية:
    تركّز أنشطتها على الحد من التّأثيرات البيئيّة السّلبيّة لبعض أصناف السّياحة كالسّياحة الجماهريّة الإستحماميّة وتطالب بسياحة مستديمة تحافظ على البيئة وبسياحة عادلة تنصف شعوب بلدان الجنوب وتحد من إستنزاف مواردها مثل منظّمة السّلام الأخضر.

    2-  الأطراف الخاصّة:
    هي متنوّعة كالشّركات السّياحيّة عبر قطريةّ والسّلاسل الفندقيّة وشركات الإستشارة والتّسيير وشركات التّأمين وشركات أخرى خاصّة مثل شركات الطّيران والرّحلات البحريّة والبنوك والمطاعم وشركات الإشهار.

    أصبحت السّوق السّياحيّة العالميّة في يد عدد محدود من الشّركات السّياحيّة عبر قطريّة تنتمي في جلّها إلى بلدان الشّمال خاصة الولاياة المتحدّة الأمريكيّة ومن فك دورها يتعاظم بفضل الشّراء والإدماج. وتمكّنت هذه الشركات من إدماج تكنولوجيا الإتّصال والإعلام الحديثة في نطاق واسع (التّسويق والحجز).


    وتمّنت من إقامة نظام سياحي عالمي بفضل إستثماراتها في مختلف أنحاء العالم خاصّة في بلدان الجنوب وإستفادت من العلاقات الغير متكافئة عن طريق تنميط العرض السّياحي يعني إعتماد صيغة عرض 'الكّل مدمج" ثم ترحيل المرابيح التي تجنيها إلى بلدانها الأصليّة وما يتبقّى للبلدان النّامية من العائدات الماليّة السّياحيّة لا يتجاوز 10% من مجموع المداخيل.
  • مواضيع ذات صلة