[warning headline="تنبيه!"]تعلم إدارة موقع موسوعة سكوول، أن كل شخص يعمل على نقل المحتوى بطريقة غير قانونية أي دون ذكر المصدر، او سرقة المحتوى بأي شكل من الأشكال، فإن ذلك يعرض المرتكبين الى تتبعات من قبل الإدارة.[/warning] [warning headline="تنبيه!"] تعلم موسوعة سكوول عن انهاء العمل بهذه النسخة من الموقع منذ 01 فيفري 2018، الرجاء التوجه الى النسخة الجديدة.[/warning]
  • درس الحرب العالمية الثانية - بكالوريا آداب وإقتصاد وتصرف




    درس الحرب العالمية الثانية - بكالوريا آداب وإقتصاد وتصرف 



    مقدمة:
    الحرب العالمية الثانية هي حصيلة لتراكم وتأزّم في الأوضاع العالميّة منذ نهاية الحرب العالميّة الأولى وهي دليل على فشل سياسة الأمن الجماعي. إندلعت هاته الحرب من 1939 إلى 1945 وكانت أكثر شمولا وعالميّة جمعت قارّات عديدة وإستعملت فيها أفتك الأسلحة وأكثرها دمارا. فماهي جذور (أسباب) الحرب العالميّة الثّانية؟ وما هي نتائجها؟
    I- أسباب الحرب العالميّة الثّانية:
    1- مخلّفات الحرب العالميّة الأولى وأزمة الثّلاثينات:
    تمازجت التراكمات النّاتجة عن الإتفاقيّات الصّادرة بعد الحرب العالمية الأولى، لتصبح جزءا من أسباب إندلاع الحرب العالمية الثانية التي دارت بين 1939 و1945. ومن هذه الأسباب إستغلال الفاشيون لتجاهل مطالب إيطاليا الترابية ليتم توضيفها في تأجيج الشعور القومي الإيطالي لدى الشعب والمطالبة بإعادة تقسيم المستعمرات أما الإتحاد السوفياتي فقد خسر العديد من الأراضي التابعة له المتمثلة في مناطق البلطيق. وبسبب تكون العديد من الدول بعد الحرب العالمية الأولى على أساس قومي، عرفت كل من الألمان والمجريون والرومانيون مشاكل عدة فيما أجبر العديد من الألمان على الهجرة والعيش خارج أوطانهم مما كبدهم العديد من التعويضات القاسية.
    أما على المستوى الإقتصادي فقد مثّلت أزمة الثلاثينات أحد أهم الأسباب الرئيسية لإندلاع الحرب العالمية الثانية. وتمثلت هذه الأزمة في إندلاع حروب نقدية وتجارية من خلال اللجوء إلى تخفيض العملة وإقامة الحواجز الجمروكية الأمر الذي ساعد النازيون على الوصول إلى السّلطة. إلا أن إمتلاك كل من فرنسا وإنقلترا والولايات المتحدة الأمريكية 80% من الإحتياطي الذّهبي في العالم و تكوين رصيد ضخم من العملة الصّعبة وإمتلاكها لإمبراطوريّات إستعماريّة ساعدها على مجابهة الأزمة.
    في المقابل عملت كل من ألمانيا وإيطاليا واليابان على إتّباع القوميّة الإقتصاديّة وسياسة الإكتفاء الذّاتي نتيجة إفتقارها إلى المواد الأوّليّة والأسواق الأمر الذي دفعها إلى البحث عن المجال الحيوي والمطالبة بتقسيم جديد للمستعمرات.

    2- سياسة الأمن الجماعي: من الإنفراج إلى التّأزّم:
    أ‌- تحدّيات الدّيكتاتوريّات وتقاربها:
    مرّت أوروبا (1924 – 1928) بفترة من الإنفراج السّياسي تجلّت في التّقارب الألماني الفرنسي تُوّجَت بإبرام إتّفاقيّة لوكارنو بسويسرا في 1925 أكّدت فيها كل من فرنسا وبلجيكا وألمانيا على إحترام الحدود القائمة بضمانات إيطاليّة وإنقليزيّة إضافة إلى قبول ألمانيا في جمعيّة الأمم في سبتمبر 1926. لكن منذ بداية أزمة الثلاثينات شهدت العلاقات بين البلدان توتّرا جديدا إذ فشلت ندوة جينيف لنزع السّلاح التي عقدت في فيفري 1932 بعد أن رفضت فرنسا حق ألمانيا في المساواة في التّسلّح فقررت ألمانيا الإنسحاب من النّدوة ثم من جمعية الأمم في أكتوبر 1933 لتشرع في التّسلّح. كما رفضت اليابان الإنسحاب من إقليم منشوريا الذي إحتلته في ديسمبر 1931 ليغادرة هو الآخر المنظمة في 1933 فيما فشلت جمعية الأمم في معاقبة إيطاليا بسبب غزوها لأثيوبيا لتقرر إيطاليا الإنسحاب من المنظمة في 1937.
    إلتزمت كل من فرنسا وإيطاليا وإنقلترا بمعاهدات السلم المبرمة بينهم وذلك بعد ضرب معاهدة ستريزا في 1935.
    ومنذ 1935 إسترجعت ألمانيا مقاطعة السّار فيما أعادت الخدمة العسكرية الإجبارية وأعادت تسليح رينانيا وهي منطقة منزوعة السلاح بموجب قرارات مؤتمر فرساي الذي عقد عقب الحرب العالمية الأولى. كما ابرم اليابان مع ألمانيا الحلف المضاد للشّيوعيّة العالميّة في 1937 إنضمت إليها فيما بعد كل إيطاليا والمجر وإسبانيا.

    ب‌- ضعف الديمقراطيّات وتباعدها:
    إهتمّت الدّيمقراطيّات بحل مضاعفات أزمة الثّلاثينات مع ميل الرّأي العام إلى السّلم فإتّبعت فرنسا سياسة دفاعيّة مثّلها خط ماجينو على الحدود مع ألمانيا فيما رفضت الولايات المتحدة الأمريكية الإنضمام إلى جمعية الأمم أما إنقترا فقد إتّبعت سياسة المسالمة والتّهدئة وتقديم التّنازلات خاصّة بعد تولّي نوفيل مبرلان وزارة الخارجيّة في 1937 كما إنقطعت الدّول الأوروبيّة عن مواصلة تسديد ما عليها من ديون تجاه الولايات المتّحدة.

    3- السّياسة التوسّعيّة لألمانيا النازيّة والسّير نحو الحرب:
    شرع هتلر في تطبيق برنامجه الذي ضمّه هتلر في كتابي "كفاحي" المتمثل في نقض معاهدة فرساي وتحقيق المجال الحيوي للشّعب الألماني شرق أوروبا وضمّ ملايين الجرمانيين الذين يعيشون خارج الرّايخ الألماني وضم النّمسا في 1938 إلا أن هتلر لم يجد إلا معارضة شفويّة من قبل الدّيمقراطيّات كما طالب هذا الأخير بمنطقة السّودات التّابعة لتشيكوزلوفاكيا (حليفة فرنسا والإتحاد السّوفياتي). وبعد إنعقاد مؤتمر ميونيخ في 28 ديسمبر 1938 بحضور رئيس حكومة فرنسا دلايي وستمبرلان الوزير الأوّل البريطاني إضافة إلى هتلر وموسوليني تحصلت ألمانيا على جل مطالبها الترابية لتتبين فيما بعد الأطماع التوسعية الألمانية.

    وإستعدادا للحرب، قامت كل من إيطاليا وألمانيا بتكوين الحلف الفولاذي الذي نص على إلحاق ألبانيا بإيطاليا كما أمضت ألمانيا معاهدة عدم الإعتداء مع الإتّحاد السّوفياتي في أوت 1939 ببنود سريّة تقضي بإقتسام بولونيا وعودة دول البلطيق للإتّحاد السّوفياتي.

    وفي غرة سبتمبر 1939 إقتحمت الجيوش الألمانيّة الأراضي البولونيّة وأعلنت كل من إنقلترا وفرنسا الحرب على ألمانيا في 3 ديسمبر 1939 فاندلعت بذلك الحرب العالميّة الثّانية بسبب السّياسة التوسّعيّة للأنظمة الكليانيّة.

    II-نتائج الحرب العالمية الثانية:
    1-الخسائر البشرية والإقتصادية:
    قتل أكثر من 50 مليون نسمة في هذه الحرب نصفهم من المدنيين فيما جرح حوالي 35 مليون نسمة بينما كانت الخسائر متفاوتة إذ سقط 11% من سكان الاتحاد السوفياتي قتلى أي 20 مليون نسمة بينما قتل 6 مليون نسمة في بولونيا على عكس الولايات المتحدة الأمريكية التي بلغ عدد قتلاها في هذه الحرب حوالي 350 ألف قتيل أي 0.03% من السكان. 

    كما شهدت عدة مدن دمارا شبه شاملا مثل مدن كوفنتري بإنقلترا، دراسد بألمانيا وهيروشيما باليابان كما دمرت المحاصيل الزراعية خاصة في أوروبا الوسطى والشرقية والإتحاد السوفياتي.

    خرجت لأوروبا في هذه الحرب منهارة في جل المجالات إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية إستغلت هذه الظرفية لتتخلص نهائيا من مضاعفات الأزمة الإقتصادية حيث ضاعفت إنتاجها الصناعي بنسبة 75% و80% من رصيد الذهب وإحتلت عملتها المرتبة الأولى عالميا على حساب الجنية الإسترليني.

    ساعدت الحرب على دفع البحث العلمي والتقني فتعددت الإختراعات مثل الرادار، القنبلة الذرية، وآلات حربية مجهزة بمحركات مثل الدبابات والطائرات والشاحنات والغواصات وحاملات الطائرات والمقنبلات.

    حجم الدمار إهتز له الضمير الإنساني أدى إلى فترة من الشك في القيم الإنسانية والأخلاقية فظهرت تيارات فكرية جديدة مثل الوجودية والفرويدية.

    2-الخريطة الجديدة للعالم بعد 1945:
    -          غياب مؤتمرات السلم أو إمضاء المعاهدات.
    -          خضغت الخريطة في معضمها إلى الأمر الواقع:
    ·         إيطاليا: خسرت كل مستعمراتها.
    ·         اليابان: عاد إلى حدود أرخابيله.
    ·         الإتحاد السوفياتي: إسترجع بلدان البلطيق الثلاثة وجزء من بولونيا التي توسعت غربا على حساب ألمانيا.
    ·         ألمانيا رسمت حدودها الشرقية الجديدة على طول نهري أودر نايس Oder Neisse وقسّمت عاصمتها برلين إلى مناطق إحتلال بين الحلفاء الأربعة: فرنسا – إنقلترا – الإتحاد السوفياتي – أمريكا ....
    ·         ترحيل الأقليات القومية طبقا للحدود لتجنب المشاكل التي نجمت عن سلم 1919.
    3- نشأة منظمة الأمم المتحدة:
    عقد الحلفاء أثناء الحرب عدة ندوات مثل ندوة يالطة في الإتحاد السوفياتي بين 4 و11 فيفري 1945  حظر فيها ستالين وروزفالت وتشرشل أقرّت بعث منظمة دولية جديدة تم إعلان ميثاقها بمؤتمر سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية في جوان 1945 تدعو إلى الحفاظ على السلم وإحترام حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها.
    الدول الأعضاء يمثلون الجمعية العامّة ولهم دور إستشاري.

    مجلس الأمن: تهيمن على قراراته الدول العظمى الخمس دائمة العضوية التي تتمتع بحق النقض "الفيتو".

    ترتبط بالمنظمة عدة منظمات أخرى مثل منظمة اليونسكو ومحكمة العدل الدولية في لاهاي ومنظمة الصحة العالمية.


    خاتمة:
    أكدت الحرب العالمية الثانية تراجع أوروبا لفائدة عملاقين جديدين يتنازعان للهيمنة على العالم وهما الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفياتي وإستفادت المستعمرات من الظرفية الجديدة للدخول في مرحلة حاسمة من النضال من أجل التحرر.
  • مواضيع ذات صلة