شرح نص كما تكونون يولى عليكم - التوحيدي - بكالوريا آداب
التقديم:
الموضوع:
التقسيم:
البقية: الحوار: تعارض المواقف.
كل ما يخص محور التوحيدي: شرح نصوص، تقديم وملخص مع الشواهد
التحليل:
بنية النص:
هي بنية عمد فيها التوحيدي إلى التقديم والتأخير في سرد الاحداث (لما اشتعلت النائرة.. وكان عز الدولة)
يعتمد أبو حيان السرد الاسترجاعي أو ما يسمى بالومضة الورائية لبيان حاجة العامة إلى السائس ثم لبيان مآلات الانشعال عن أمورها وشؤونها.
هي بنية عقلية تبرر طرح الموضوع للحجاج لأن التوحيدي عادة ما ينطلق من تشخيص الواقع وتتبع مواطن الخلل فيه من أجل تقديم رؤية إصلاحية تقيم البدائل التي من شأنها إصلاح السياسية والمجتمع. كما يعرض التوحيدي أولا النتيجة ويهول مظاهره (النائرة / الثائرة / الصباح / الفاجعة...) ثم يعرض الاسباب - غياب السائس بل انشغاله باللهو عن رعيته (الخروج الى الصيد).
لا تخلو هذه البنية من دهاء فكري ومكر يكشف حقيقة السائس ويكشف انتصار التوحيدي الى العامة ودفاعه عنها وهو ما ينزله بمنزلة الفيلسوف العاقل المفكر الذي يتخير لوسائل الحجاج ما به يكون أكثر اقناعا وتأثيرا.
بين بداية النص ومنتهاه علاقة بين النتائج والأسباب: النتائج - ثورة العامة بعد استباحة الملك والعرض والناس.
الاسباب: اصرار السلطان على التفرد بالحكم واستهانته بالعامة والخاصة على السواء.
لقد كان موقف الأمير بمثابة الأطروحة التي أخرها التوحيدي على النتائج وطرائق المعالجة ليجعل أسباب الفساد موصولة بالسائس لا غير ويحمله بمقتضى ذلك مسؤولية تعنته.
النتائج:
أسلوبيا: تواتر حروف الندبة (واو الندبة) (واسلاماه / امحمداه / واصوماه...)
يجري أبو حيان التوحيدي الندبة على أسلوب الموازنة والازدواج والسجع فيعمق بذلك الايقاع ليبلغ صداه كل الأسماع وتمكنها من الواقعة وانعكاسها عليه عقيدة واجتماعا وسياسة وقيما.
المندوب: الاسلام / الرسول / الصوم / الصلاة: إنها أركان الاسلام وعقيدتها باتت مهددة في ظل من هو مكلف بالسهر عليها لاهٍ عنها / دعوة مبررة تعبر عن وعي العامة بما آل اليه واقعها وهي بذلك تدق ناقوس الخطر وتهدد باسكان خراب الملك والدين
العامة في نظر التوحيدي أكثر وعيا بطبيعة المخاطر التي تتهدد البلاد إذ ادركت بفطرتها أن الدين هو المستهدف لذلك مارست ضغطها على الشيوخ والخاصة لتتوسط الى السائس
(اجتمع الناس) هو فعل يحيل الى معنى المشورة ويكشف عن وعي العامة بمنزلتهم ووعيها بالوساطة الخاصة لأن الأمر عندها يسري على طاعة أولي الأمر.
يتبع التوحيدي بالسرد قصة الجماعة ويصور مسيرتها وحركتها إلى السلطان عبر جملة من القرائن السردية الحديثة...
يقترن النص في عمومه بمعالجة حدث ما لذلك كان السرد عليه أغلب تفنن التوحيدي في بنائه تقديما وتأخيرا ونوع في تفصيل الأحداث وتوصيفها حتى تكون خادمة لغاية متعلقة بتتبع مواطن النقص والخلل عبر تبين الاسباب والعلل ومن ثم بيان السبل الممكنة لاصحلاها وسد الخلل فيها.
تظهر نزعة التوحيدي العقلية من خلال قدرته على تطويع الأدرب لمحاربة المسألة السياسية والاجتماعية ومقاربة فكرية تتخذ من البناء والروابط اللغوية المنطقية والحجج سبيلا إلى ذلك.
الحوار:
ورد منقولا رصده أبو حيان من خلال نقله لأقوال ثلاثة انتهت بقول للأمير عز الدولة.
القول الاول: ابي بكر: حافظ هذا القول على كل مقومات الخطبة إذ بدأ بالتذكير إلى وجوب الجهاد محتجا لذلك بحجة دينية وهو ما يعني ضمنيا اتهامه للأمير بالقعود عن ذلك وتحميله مسؤولية ما يمكن أن يؤول إليه واقع الاسلام والناس.
القول الثاني: علي بن عيسى: خطابه أقل حدة من الأول رغم اتفاقه معه في وجود الجهاد واتجه كلامه وجهة تحريضية تحمل الوزير ذلك الدور رغم ما كان في خطابه من مجاملة.
القول الثالث: العوامي: كان واضح النفاق شديد الكذب يهون من أمر المصيبة ويجعلها امتحانا لسيده واثباة لقدرته...
نلاحظ أن هنا فرقا بين لغة التوحيدي في خطاب المتكلم الاول ولغته في خطاب المتكلم الثالث فقد جاء الاول موضوعيا محترما لشروط المحاججة بعيدا عن التكلف لغة وفكرا في حين كان خطاب الاخر متملقا يتصنع اللغة ويتكلف عرضها بما يظهر ولاءا مطلقا للسلطان محاضرا من غضبه وبطشه.
رد الأمير: إدعى الاحاطة بكل ما يحدث ونسب إلى نفسه كل فضل في التدبير ولم يشرك الجماعة الا بما هو سلبي ولم يكتف بذلك بل أنكر على الجماعة مجيأها إليه واتهمها بالجرئة عليه لينتهي به المطاف في الاستدراك والاقرار بالقول: كما تكونون يولى عليكم وهو ما يعني أن الخاصة تتحمل مسؤولية السائس لأنها من اختاره وجعله ساهرا على شؤونهم.
هذا الرأي كان محل اختلاف وسيقى كذلك فمن الناس من يرى ان العامة على دين ملوكها لان الملوك هم قدروتها يستطيعون حمل الناس على الجادة او غير الجادة يخزنون لها الخير او الشر والفساد او يتغاضون على معاقبة المفسدين. اما الرأي الثاني فيرى أن العامة بامكانها توحيد سياستها لانهم يعملون على استرضائه فيزعم اصحاب هذا الرأي أن ما يقول إن العامة على دين ملوكها قد كفر بإرادة الشعوب.
يبدو النص في بنيته متدرجا من بيان النتائج وصولا إلى الأسباب مرورا بطرق معالجتها وهي بنية عقلية تكشف قدرة أبي حيان التوحيدي وفطنته في معالجة المأسلة السياسية والكشف عن مواطن الخلل فيها وبيانه لطرق معالجتها.
التأليف: كان التوحيدي مدافعا عن العامة. اذ انه جمع بين الرواية والدراية، أفكار التوحيدي استشراغية لانه بدى مقتدما على أهل زمانه في معالجة قضايا عصره.
فنيا: تختلف لغة التوحيدي باختلاف المقام اذ حرص على الملائمة بين الشكل والمضمون لان الادب صورة ومنعا لا انفصال عنهم يدرك ان اللفظ جسم لغته المعنى.
شروط الكتابة عند التوحيدي:
توازن بين اللفظ والمعنى / اولوية المعنى احيانا (اتبع المعنى يتبعك اللفظ) / متانة البناء وحسن النظم والتأليف / اجتناب التكلف.