درس استقلال المستعمرات وبروز العالم الثالث تاريخ - بكالوريا آداب - اقتصاد وتصرف
إذا أردت الحصول على ملخص الدرس، اضغط هنا
I- عوامل مساعدة على التحرر:
1- الظروف الخارجية:
أ- ضعف
القوى الاستعمارية غداة الحرب:
ألحقت الحرب
العالمية الثانية بالدول الاستعمارية الدمار وأنهكتها ماليا واقتصاديا وديمغرافيا.
حيث أدت الهزائم المتتالية للقوى الاستعمارية أثناء الحرب أمام الجيوش اليابانية
والألمانية إلى اضعافت نفوذها أمام شعوب المستعمرات. كما حاول الألمان واليابانيون
تأليب (تحريض) شعوب المستعمرات ضد الحلفاء مثلما حصل في تونس والعراق ومصر واندونيسيا
وتعاطفت معهم شرائح عريضة من سكان المستعمرات.
ب-
مناهضة
العملاقين والمنظمات الدولية للاستعمار:
وقّع الميثاق
الأطلسي بين الولايات المتحدة الأمريكية وانقلترا في 14 أوت 1941 وهو الذي ينص على
مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها وساندت الولايات المتحدة هذا المبدأ أمام تعاظم
النفوذ السوفياتي في القارة الآسيوية وتفاقم خطر الحرب الباردة والتي برزت خاصة في
الحرب الكورية. وقد استفادت حركات التحرر من الصراع بين العملاقين.
طالب الإتحاد
السوفياتي ذات الأممية الشيوعية الثالثة
بمناصرة حركات التحرر الوطني وطالبت بتصفية المستعمرات وذلك تماشيا مع المبادئ الماركسية
اللينينية فيما تبنت منظمة الأمم المتحدة مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها
وذلك في قرارها الصادر في 12 ديسمبر 1952 و14 ديسمبر 1960 " بضرورة التصفية
العاجلة واللامشروطة لجميع أشكال الاستعمار ومظاهره". كما ساندت جامعة الدولة
العربية حركات التحرر في الأقطار العربية منذ تأسيسها في مارس 1945 من خلال تأسيس
مكتب تحرير المغرب العربي بالقاهرة.
وتدعّم
التضامن الإفريقي والآسيوي من خلال مؤتمر " Bandung" الذي عقد في أفريل 1955 في اندونيسيا والذي
أكد على مساندة الدول المكافحة من أجل التحرر الوطني بكل الوسائل.
2- الظروف المحلية:
أدى تكثيف
استغلال المستعمرات وامتداد الزراعات التصديرية على حساب الزراعات المعيشية إلى
تضرر المزارعين الصغار. كما أُغرقت المستعمرات بالمنتجات الصناعية المستوردة مما
ساهم في تضرر الحرفيين والتجار الصغار وبروز طبقة عمالية بائسة انخرطت في العمل
النقابي وانصهرت في النضال الوطني.
كما تم تفقير
السكان ويبرز ذلك من خلال ارتفاع نسبة البطالة والانفجار الديمغرافي وذلك بفضل تحسن
الظروف الصحية والقضاء على بعض الأوبئة.وتنكرت السلط الاستعمارية للتضحيات الجسام
لشعوب المستعمرات في المجهود الحربي إذ شارك أكثر من مليوني هندي إلى جانب
بريطانيا في الحرب وحوالي 300 ألف جندي من المغرب العربي إلى جانب فرنسا...
وأدى تحميل
المسؤولية للاستعمار عن تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية إلى تزايد حدة التذمر الشعبي وتنشيط الحس المعادي للاستعمار
وقد برز ذلك خاصة في انخراط كل الفئات الاجتماعية في النضال الوطني. منا تنامى
الوعي الوطني دلى الشعوب وهو ما مكن عدد من أهالي المستعمرات من مواصلة تعليمهم.
ساهمت الحرب
العالمية الثانية في اتساع وانفتاح آفاق شعوب المستعمرات باكتشاف شعوب وحضارات
أخرى. فقد برزت قيادات وطنية تقود أحزابا منظمة اكتسبت سلطة كاريزمية وأصبحت رموزا
للهوية الوطنية مثل الزعيم الهندي Gandhi و Jawaharlal Nehru و Hô Chi Minh في الفيتنام و Nkrumah في غانا والحبيب
بورقيبة في تونس.
II- موجة
استقلال المستعمرات وبروز العالم الثالث:
1- موجة استقلال المستعمرات في آسيا وإفريقيا:
أ-
تنوع
أشكال النضال لنيل الاستقلال:
تباينت مواقف
القوى الاستعمارية الكبرى، إذ اتجهت بريطانيا نحو تصفية تدريجية لمستعمراتها
والمحافظة على مصالحها في إطار الــ" Commonwealth ".
فيما سلكت فرنسا طريقا أقل مرونة ولم تستجب لتطلعات سكان مستعمراتها أما هولندا
والبرتغال فقد اتبعتا سياسة التحجر والهيمنة.
وبتنوع
المواقف الاستعمارية، تنوعت حركات التحرر الوطني من حيث الشكل والمضمون حيث وجدت حركات
تستمد مقوماتها الإيديولوجية من الفكر الليبرالي الغربي مثل تونس والهند وحركات
أخرى معادية للاستعمار والنظام الرأس مالي تزعمتها قيادات اشتراكية – شيوعية مثل
الفيتنام.
وتنوعت طرق
تحقيق الإنعتاق وذلك عن طريق الثورة المسلحة في الجزائر وأنغولا وخاصة الفيتنام
بقيادة Hô Chi Minh الذي قاد حرب عصابات امتدت
من 1946 إلى 1954 انتهت بهزيمة كبيرة للجيش الفرنسي بـــ Dien Bien Phu. كما تحقق الإنعتاق
أيضا بوسائل سلمية عن طريق الأحزاب مثل حزب المؤتمر الهندي أو الحزب الحر الدستوري
الجديد بتونس إضافة إلى النضال النقابي والثقافي والديني والاقتصادي.
ب-
استقلال
المستعمرات بآسيا: 1945 – 1958:
استقلال
سوريا ولبنان: استقلت هذه الدول مستغلة ظروف الحرب لانتزاع استقلالها سنة 1945.
استقلال
الهند في نهاية 1947: أُعلن عن استقلال الهند بعد مفاوضات جمعت نائب الملك
البريطاني ونهرو عن حزب المؤتمر ومحمد علي جناح عن الرابطة الإسلامية وقسمت شبه
الجزيرة الهندية إلى الإتحاد الهندي ذو الأغلبية الهندوسية وباكستان ذو الأغلبية
المسلمة. وعقب الاستقلال ظهرت أحداث دامية بين المسلمين والهندوس في أعقابها استقلت
كل من سيلان (سيرلانكا) وبرمانيا في 1948.
استقلال
اندونيسيا: أعلن محمد سوكارنو عن استقلال اندونيسيا بعد هزيمة اليابان وتصدى بالقوة
للهيمنة الهولندية التي اضطرت إلى التسليم بالإعلان عن استقلال اندونيسيا سنة
1949.
استقلال
الهند الصينية: كان ذلك بعد حرب شرسة ضد فرنسا وفي الأخير أعلن مؤتمر
جينيف سنة 1945 استقلال كل من اللاوس وكمبوديا والفيتنام الذي قُسّم إلى فيتنام شمالي
وآخر جنوبي.
ت-
استقلال
المستعمرات بإفريقيا: 1956 – 1990:
تحرر
المستعمرات الإنجليزية : حدث بطريقة تدريجية ووفاقية مع مراعاة المصالح
البريطانية: استقلال السودان في 1956 وغانا في 1957 وذلك بزعامة Nkrumah أحد دعاة الوحدة الإفريقية
ونيجيريا سنة 1960. فيما شهدت كينيا ثورة امتدت من 1952 إلى 1955 تلتها أحداث
دامية وبعد مفاوضات استقلت سنة 1963. واستقلت جنوب إفريقيا وروديسيا الجنوبية
(زمبابوي) حاليا في 1961 و 1965 ومغادرتهما Commonwealth لتمسكها بالميز
العنصري. واستقلت ناميبيا عن إفريقيا الجنوبية سنة 1990.
تحرر
المستعمرات الفرنسية: أفضى الاستفتاء الذي أجراها الجنرال Charles de Gaulle سنة
1958 إلى استقلال غينيا الجديدة بقيادة أحمد سيكوتوري في حين اختارت بقية
المستعمرات الفرنسية بإفريقيا جنوب الصحراء بالإبقاء على تعاونها مع فرنسا إلى أن
نالت استقلالها سنة 1960. أما بالنسبة إلى بلدان شمال إفريقيا أحرزت على استقلالها
سنة 1956 كذلك المغرب وتونس أما الجزائر فسنة 1962. وتحررت الكونغو بعد اضطرار
بلجيكيا إعلان الاستقلال في جوان 1960.
تحرر
المستعمرات البرتغالية: استقلال غينيا
بيساو سنة 1974 وأنغولا والموزمبيق سنة 1975.
2- بروز العالم الثالث وحركة عدم الانحياز:
أ-
ندوة
باندونغ: ميلاد العالم الثالث: 18 - 24 أفريل 1955:
سعى منظموا
الندوة وهم Nehru من الهند و Sukarno من اندونيسيا إلى حل
وفاقي في اختيار المشاركين وحضره 29 دولة مستقلة من آسيا وإفريقيا وبعد حركات
التحرر ببلدان المغربي العربي ورغم التباين في الآراء أجمع الحاضرون على مجموعة من
القرارات التي تتمثل في إدانة كل تدخل أجنبي للشؤون الداخلية للدول الجديدة والتأكيد
على ضرورة إرساء تعاون بين الدول الغنية والفقيرة وإدانة الاستعمار والعنصرية وقد
اعتبرت فرنسا هذه الندوة مآمرة ضدها يحكم التوصية الخاصة بالوضع في المغرب العربي.
ب- ندوة بلغراد وبعث حركة عدم
الانحياز: 1961:
تم بعث حركة
عدم الانحياز بدفع من الرئيس اليوغزلافي Tito والمصري جمال عبد
الناصر والهندي Nehru وهدفت هذه الدول
للبروز بأطراف فاعلة في النظام العالمي ورفض التحالف مع القوى العظمى شرقية أو
غربية ورفضت الدخول في عدة منظمات أسستها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد
السوفياتي فقد عارض جمال عبد الناصر حلف بغداد الذي ضم كل من تركيا والعراق وإيران.
ت- سير العالم الثالث للوحدة
لمواجهة مشاكل التخلف:
تم الإعلان
في 1960 على نشأة منظمة الوحدة الإفريقية في 1964 حيث تحصل 77 بلدا من العالم
الثالث على موافقة الأمم المتحدة لبعث ندوة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية وفي سنة
1973 طالبت قمة حركة عدم الانحياز بالجزائر بنظام اقتصادي عالمي جديد يحمي مصالح
العالم الثالث وقد تجمعت في منظمات لغرض تأثيرها على الساحة الدولية مثل منظمة
البلدان المصدرة للنفط OPEC سنة 1960.