درس: الصراع العثماني الاسباني وانتصاب العثمانيين في تونس - ثالثة ثانوي آداب -- تاريخ
I- اسباب الصراع العثماني الاسباني:
1- التناقضات وتضارب المصالح بين طرفي الصراع:
تعتبر كل من اسبانيا والدولة العثمانية القوتين البارزتين على الساحة الدولية في القرن 16.
أ- اسبانيا قوة مسيحية:
امتلاك اسبانيا لأقوى جيش وأوسع مجال في أوروبا المسيحية وقد حاول الاسبان الاقتداء بأجوارهم الربتغاليين حيث باشروا حركة الاكتشافات في العالم الجديد.
اعتماد سياسة توسعية تقوم على اساس التعصب الديني وتدعمت بعد افتكاك غرناطة آخر معاقل المسلمين بالاندلس سنة 1492. وقد كان هذا التوسع يستجيب لرغبة الملوك في السيطرة ودعم قوة الدولة ومواردها ولتوفير ظروف النجاح تحالفت اسبانيا مع اغلب الدول المسيحية.
ب- الدولة العثمانية قوة اسلامية:
كانت الدولة العثمانية الوحيدة القادرة على التحرك السياسي والعسكري فبعد سيطرة العثمانيين على الحوض الشرقي للمتوسط وجهوا اهتمامهم للحوض الغربي للمتوسط فقد كان السلطان العثماني يرى أنه الوريث الوحيد للدولة البيزنطية وسعى العثمانيون لشق صفوف العالم المسيحي بالتحالف مع فرنسا.
2- دور القرصنة في الصراع العثماني الاسباني:
يعتبر نشاط القرصنة قديما وهي نوع من الحروب البحرية بين الدول المتنازعة أي أنها تختلف عن لصوصية البحر وقد مارستها الدول المسيحية والاسلامية على حد السواء
أ- القرصنة المسيحية:
ينتمي القراصنة المسيحيون إلى بلدان مختلفة منها اسبانيا ويعد فرسان القديس يوحنا بمالطا من أبرزهم وكانوا يعتبرون نشاطهم واجبا دينيا مقدسا وقد تقلص نشاط القرصنة المسيحية في المتوسط مع اكتشاف القارة الامريكية.
ب- القرصنة الاسلامية:
كانت تسمى لدى المسلمين غزوات البحر وقد وضع القراصنة المسلمون امكانياتهم في خدمة الدولة العثمانية.
3- السعي للهيمنة على البحر المتوسط:
لم يفقد البحر المتوسط أهميته التجارية رغم تراجع دور الوساطة وتحول الطرق التجارية فقد ظلت موانيه نشيطة وقد تدعمت حركيتها بفضل المتاجرة بغنائم القرصنة. وقد ساهمت أزمات بلاد المغرب في اشتداد الصراع العثماني الاسباني للسيطرة على المجال المغاربي ومن مظاهر أزمة بلاد المغرب:
اقتصاديا: تراجع الفلاحة والحرف والتجارة
تفكك اجتماعي
صراعات على السلطة وضعف السلطة المركزية.
احتل البرتغاليون عدة مواقع على سواحل المغرب الاقصى مثل طنجة وآسفي. واحتل الاسبان مواقع اخرى مثل الجزائر وطرابلس.
II- مراحل الصراع: انظر الكتاب المدرسي ص 81 - اللوحة الزمنية
III - انتصاب العثمانيين بتونس/
1- تركيز النظام الجديد بتونس:
تم الحاق البلاد التونسية بالدولة العثمانية فتحولت إلى إيالة عثمانية تابعة لها منذ 1574 على غرار الجزائر سنة 1519 وطرابلس سنة 1551.
تم تركيز نظام جديد على انقاض النظام الحفصي المنهار وتم مراعات الجوانب العسكرية والامنية اساسا باعتبار خصوصية الظرفية الصعبة وتم تسليم مقاليد السلطة إلى ضباط الانكشارية ويقوم النظام الجديد على مؤسسات جديدة واقتبس أغلبها من النظام العثماني وكانت شبيهة بخطوطها الكبرى بالمؤسسات الموجودة بكل من مصر والجزائر وأهمها:
الباشا: يعينه السلطان العثماني بصفة مباشرة ومهمته حفظ الامن وجمع الضرائب. وقد تعاقب البشوات على الحكم ومنهم من كان جائرا ومنهم من كان عادلا.
الديوان: يمثل المجلس الاعلى للجيش ويتكون من ضباط سامين واحتكر هذا المجلس النفوذ الحقيقي على حساب الباشا
الداي: يطلق هذا الاسم على كل ضابط يقود احدى الفرق الاربعين المكونة للجيش الانكشاري الذي بقاه سنان باشا في تونس
الاغا: ضابط بالجيش الانكشاري
الباي: كان يقود عسكر المحل وهو جهاز جبائي موروث عن الحفصيين
القاضي: يهتم بالقضاء العسكري اي بالقضايا التي يكون الجند طرفا فيها
2- ثورة الانكشارية وتطور نظام الحكم
استبد الضباط الكبار على من دونهم رتبة في الجيش وجاروا في تصرفاتهم فثار عليهم صغار الضباط سنة 1590 - 1591 واختاروا بدلا عنهم الدايات لتسيير شؤون البلاد بصورة جماعية ليتفرد عثمان داي بالسلطة سنة 1598.
حول عثمان داي حكم الدايات من حكم جماعي إلى حكم فردي ولتثبيت سلطته قضى على منافسيه من الدايات وفرض نفسه كممثل رسمي للباب العالي وقد حاول حماية الاهالي وخاصة منهم الحضر
ورغم هذه السياسة ضل الاتراك يشعرون بالتفوق والاستعلاء تجاه الاهالي وواصلوا سيطرتهم شبه المطلقة على المؤسسات القائمة فتعددت انتهاكاتهم للاشخاص والاملاك.