درس القضية الفلسطينية تاريخ للبكالوريا آداب واقتصاد وتصرف
I- جذور القضية الفلسطينية ومقاومة
المشروع الصهيوني والانتداب البريطاني قبل الحرب العالمية الثانية:
1- فلسطين هدف للأطماع الإمبريالية والصهيونية:
أ- الأطماع الإمبريالية:
تقع فلسطين على مفترق الطرق بين ثلاث قارات
(آسيا – أوروبا – أفريقيا) مكنها من مراقبة المسالك التجارية الكبرى. وتدعمت
أهميتها بحفر قناة السويس سنة 1869. كما تم اكتشاف مدخرات هامة من النفط في الخليج
العربي وقد ساهم ضعف الإمبراطورية العثمانية في تنامي الأطماع الإمبريالية
بالمنطقة منذ أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. وعقدت دول الوفاق منذ
ماي 1916 اتفاقية " Sykes–Picot" بـPicot وجسد مؤتمر "San Remo" في أفريل 1920
هذه الأطماع.
ب- الحركة الصهيونية:
أمام تنامي النزعة اللاسامية في أوروبا نشأت
الحركة الصهيونية واستفحلت خاصة في نهاية القرن التاسع عشر والثلث الأول من القرن
العشرين فظهرت في روسيا جمعية "عشاق صهيون" في 1882 وظهور كتاب
"التحرير الذاتي" لــ Léon
Pinsker الذي نادى بقيام وطن قومي لليهود
بفلسطين وهو يهوديّ الأصل.
كما دعى Theodor Herzl في
كتابه "الدولة اليهودية" سنة 1896 بضرورة إقامة دولة يهودية تظم شتات
اليهود في العالم وتحميهم من الاضطهاد. فضلا عن تنظيم المؤتمر الأول لليهود بمدينة
Basel السويسرية في أوت 1897
انبثقت عنه المنظمة الصهيونية العالمية التي ستعمل على تكثيف الهجرة اليهودية
وإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين فيما استفادت الحركة الصهيونية من السياسة
النازية المعادية لليهود في الثلاثينات.
ت- التحالف بين الصهيونية والإمبريالية:
ساهمت الحركة
الصهيونية ماليا في المجهود الحربي للوفاق الثلاثي وتحصلت على وعد Balfourوزير خارجية بريطانيا في 2 نوفمبر 1917 الذي
ينص على إنشاء وطن قومي لليهود بفلسطين.
وعملت
إنقلترا في ضل الانتداب على تجسيم وعد بلفور وذلك بتشجيع الهجرة اليهودية وإنشاء
المستوطنات لكن في ضل الحرب العالمية الثانية وحفظا لمصالحها أصدرت بريطانيا
"الكاتب الأبيض" الثالث في 1939 والذي يقر بمبدإ استقلال فلسطين وتحديد
الهجرة اليهودية.
تحولت الولايات المتحدة إلى أكبر حليف للصهيونية
بعد الحرب العالمية الثانية تجسم ذلك في إعلان United States Congress منذ ديسمبر 1945 تأييده لإنشاء وطن قومي لليهود
بفلسطين.
2- المقاومة المسلحة قبل إعلان دولة إسرائيل:
بدأت مع ظهور
المستعمرات اليهودية التي اشتراها الصهاينة من الملاكين المتغيبين ومن السلط
العثمانية واحتدت المقاومة إثر وعد Balfour والاحتلال
البريطاني لفلسطين فانعقد المؤتمر العربي الفلسطيني الأول بالقدس في فيفري 1919
وأرسلت برقية احتجاج إلى مؤتمر "الصلح بباريس" ضد وعد Balfour وقد اندلعت مظاهرات
وتحولت إلى اشتباكات عنيفة في عدة مدن فلسطينية منذ ماي 1921 بين الفلسطينيين من
جهة وبين الصهاينة والإنقليز من جهة أخرى وتأججت أكثر سنة 1926 بين العرب
والصهاينة بسبب النزاع حول حائط "المبكى" بالقدس أي حائط
"البراق".
اندلاع
الثورة الشعبية المسلحة التي قادها الشهيد عز الدين القسام في 1935. لتندلع الثورة
العربية الفلسطينية الكبرى بين 1936 و1939 التي قادها فوزي القاوقجي وشارك فيها
متطوعون عرب بسبب تكثف أدفاق الهجرة اليهودية وتفاقم التناقضات الاقتصادية والاجتماعية
بين العرب واليهود فردت سلط الاحتلال البريطاني بالقمع وتدمير البيوت والممتلكات
واعتقال وطنيين.
II- المقاومة
الفلسطينية في ظل الصراع العربي الإسرائيلي إثر الحرب العالمية الثانية:
1- قرار التقسيم والحرب العربية الإسرائيلية الأولى:
حضيت الحركة
الصهيونية بدعم الرأي العام الغربي بعد اكتشاف الجرائم النازية المرتكبة في حق
اليهود فنشأت لديه عقدة الذنب ووقع خلط عند الصهاينة بين العداء للسامية ومقاومة
الصهيونية وبين الحركة العنصرية التي هي الصهيونية وحركة تحرير وطنية.
الدعم
العالمي للوكالة اليهودية وتعزيز قوتها السياسية والعسكرية وخاصة جناحها العسكري Haganah،Aragon (الأكثر تطرفا بين العصابات)، شتيرن، ومساندتها
للحلفاء في الحرب العالمية الثانية في الوقت الذي ساندت فيه الحركة الوطنية
الفلسطينية ألمانيا.
اسصدار قرار
من منظمة الأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947 الذي يقضي بتقسيم فلسطين إلى دولة عربية
وأخرى يهودية ووضع القدس تحت إشراف الأمم المتحدة.
اشتباكات بين
الفلسطينيين والصهاينة وبين جيش الإنقاذ من المتطوعين من العرب بقيادة فوزي
القواقجني والعصابات اليهودية الصهيونية التي أقدمت على القيام بمجازر مثل مذبحة
"دير ياسين" في أفريل 1948 والتي ذهب ضحيتها 254 شخصا من بينهم أطفال
ونساء وشيوخ ومجازر بحيفا.
يوم 14 ماي
1948 قررت بريطانيا سحب قواتها من فلسطين وأعلن الصهاينة David Ben Gourion
رئيس اللجنة
التنفيذية للوكالة اليهودية في نفس اليوم بقيام دولة إسرائيل فتدخلت الجيوش
العربية من البلدان المجاورة يوم 15 ماي 1948 (مصر، الأردن، العراق، سوريا، لبنان)
لمواجهة القوات الصهيونية فتدخلت الولايات المتحدة لفرض هدنة في جوان 1948 بعد أن
حققت الجيوش العربية انتصارات على جميع الجبهات لتنقلب موازين القوى لفائدة
الصهاينة الذين فرضوا على العرب الهدنة باستثناء العراق.
كانت نتائجها
وخيمة على الفلسطينيين والعرب فسميت بــ" النكبة الكبرى" فتدفقت موجات
اللاجئين الفلسطينيين باتجاه الدول العربية المجاورة وامتدت إسرائيل على أكثر مما
نص عليه قرار التقسيم وألحق قطاع غزة بالإدارة المصرية والضفة الغربية بالأردن.
كسب وجود
إسرائيل الشرعية الدولية يتسارع باعتراف عديد الدول بها ودخولها الأمم المتحدة في
ماي 1949.
2- المقاومة الفلسطينية المسلحة 1949 – 1982:
تنامت
المقاومة ضد الكيان الصهيوني إثر الثورة المصرية من الضباط الأحرار في جويلية 1952
ونشطت بعد اندلاع الثورة الجزائرية في 1 نوفمبر 1954 وإثر العدوان الثلاثي على مصر
(فرنسا – بريطانيا – الولايات المتحدة الأمريكية) بعد تأميم قناة السويس في 1956.
تأسيس حركة
فتح (حركة التحرير الفلسطينية) في أكتوبر 1957 على يد ياسر عرفات وصالح خلف على
أساس تولي الشعب الفلسطيني مهمة تحرير أراضيه واعتماد الاتفاق المسلح كوسيلة
للتحرير وتشكيل "قوات العاصفة" وهي الجناح العسكري لحركة فتح وأعلنت فتح
انطلاق الثورة المسلحة يوم 1 جانفي 1965 بعد تحويل إسرائيل لمجرى نهر الأردن سنة
1964.
انعقاد أول
مؤتمر "قمة عربي" بالقاهرة في 13 جانفي 1964 فأقر تأسيس منظمة التحرير
الفلسطينية وتوحيد فصائل المقاومة للضغط على إسرائيل والذي يضم حركة فتح والجبهة
الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الشعبية القيادة العامة وجبهة التحرير العربية
والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يهدف إلى تحرير فلسطين وبناء دولة عربية
ديمقراطية علمانية يتعايش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود يتمتعون بحقوق وواجبات
متساوية وأصبح عرفات منذ 1969 رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
الانطلاقة
الثانية للكفاح المسلح في أوت 1967 إثر هزيمة جوان 1967 التي احتلت على إثرها
إسرائيل ما تبقى من فلسطين وصحراء سينا وغابة الجولان وتصاعدت العمليات العسكرية
الفلسطينية (الفدائية) انطلاقا من الدول العربية المجاورة (معركة الكرامة في 21
مارس 1968).
ومع اتساع
رقعة الكفاح المسلح اندلعت أحداث سبتمبر 1970 (أيلول الأسود) حيث تشابك الجيش
الأردني مع القوات الفلسطينية وانسحبت على إثرها من الأردن باتجاه سوريا وجنوب
لبنان ومثلت معركة أكتوبر 1973 التي تمكنت فيها الجيوش العربية من الانتصار على
إسرائيل دفعا معنويا قويا للمقاومة الفلسطينية واعتراف القمة العربية بالرباط في
أكتوبر 1974 بمنظمة التحرير الفلسطينية بصفة "ملاحظ" منذ 1974 وحظيت
باعتراف دول أخرى خاصة من المعسكر الاشتراكي وكتلة عدم الانحياز.
زعزعت
اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل في 26 مارس 1979 التضامن العربي وإقدام الكيان
الصهيوني في جوان 1982 على غزو لبنان وإجبار منظمة التحرير الفلسطينية على
مغادرتها فتحولت قيادتها إلى تونس فمالت منظمة التحرير الفلسطينية إلى تعديل
برامجها وفقا للشرعية الدولية التي تقر بوجود إسرائيل.
3- النضال السياسي والانخراط في مسار السلام 1982 – 1993:
مصادقة قمة
فاس العربية سنة 1983 على خطة السلام التي تنص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة في
الضفة الغربية وقطاع غزة وحصر الدولة الفلسطينية في الأراضي المحتلة 1967 والاعتراف
بإسرائيل.
انفجار
الانتفاضة الأولى في ديسمبر 1987 داخل الأراضي المحتلة (انتفاضة الحجارة) في
مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية التي ارتكبت فضائع في حق الفلسطينيين.
أعلن المجلس
الوطني الفلسطيني المنعقد في الجزائر في نوفمبر 1988 قيام الدولة الفلسطينية
المستقلة على الأراضي المحتلة سنة 1967 وعاصمتها القدس.
انعقاد مؤتمر
مدريد للسلام سنة 1991 تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وبمشاركة
الأطراف المعنية بالصراع العربي الإسرائيلي على أساس مبدأ "الأرض مقابل
السلام" وكانت هناك مفاوضات بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل انتهت
بإبرام اتفاقية Oslo التي تم توقيعها
بالبيت الأبيض في 13 سبتمبر 1993 تضمنت اعترافا متبادلا بين منظمة التحرير
وإسرائيل تقضي بإنشاء سلطة فلسطينية بقطاع غزة وأريحا أَوَّلًا لمدة 5 سنوات في انتظار مفاوضات
الحل النهائي.