[warning headline="تنبيه!"]تعلم إدارة موقع موسوعة سكوول، أن كل شخص يعمل على نقل المحتوى بطريقة غير قانونية أي دون ذكر المصدر، او سرقة المحتوى بأي شكل من الأشكال، فإن ذلك يعرض المرتكبين الى تتبعات من قبل الإدارة.[/warning] [warning headline="تنبيه!"] تعلم موسوعة سكوول عن انهاء العمل بهذه النسخة من الموقع منذ 01 فيفري 2018، الرجاء التوجه الى النسخة الجديدة.[/warning]
  • درس الحرية في الفكر الفلسفي: في معترك الأسباب - تفكير إسلامي - بكالوريا آداب



    درس الحرية في الفكر الفلسفي: في معترك الأسباب - تفكير إسلامي - بكالوريا آداب


    I- مفهوم السببية:
    لغة: السبب:
    حقيقة : الحبل
    استعارة: كل ما يوصل به إلى الشّيء
    اصطلاحا: 
    الأسباب هي السّنن والقوانين والنظم التي تحكم الكون وهي التي تؤدّي إلى إدراك الكون وبالتاّلي إدراك وجود الله.
    الأسباب هي سلسلة لامتناهية من النظم والقوانين والإنسان لا يستطيع أن يلمّ إلّا بالقريب منه فقط والله وحده له القدرة على الإلمام بسلسلة السّببية من بدايتها إلى نهايتها.

    II- السببية عند الفلاسفة:
    1- ابن رشد:

    يرى ابن رشد أنّ أفعال العباد تتّم بتكامل وتوافق بين الإرادة الإنسانية والأسباب على النحو التالي:
    أفعال العباد مرتبطة
    أسباب خارجية (الكون)
    أسباب داخلية (الإنسان)




    الحتميات الطبيعية
    النوازع والميولات




    سنن الكون = إرادة الله
    الشوق = إرادة الإنسان




    الضرورة
    الحرية




    الجبر
    الاختيار




    القضاء والقدر

    إكتساب الإنسان لأفعاله يتمّ بمواتات وتوافق الأسباب الخارجيّة التي سخّرها الله في الطّبيعة للإرادة الإنسانيّة.
    حريّة الإنسان هي حريّة نسبيّة تتحقّق في إطار المشيئة الإلاهيّة مع زوال الموانع.

    يكون الإنسان أكثر حريّة بقدر وعيه وإكتشافه للأسباب والضّرورات أي القوانين التي أودعها الله في الكون.
    موقف فلسفي عقلاني ينظر إلى الجبر والإختيار نظرة جمع لا تفرقة خلافا للموقف الكلامي الذي ينظر إلى الحريّة إمّا حاضرة مطلقا أو مغيّبة مطلقا.

    2 - عند الغزالي:
    يؤكّد الغزالي على أنّ الكون يسير وفق نظام محكم ودقيق يسمَّى القضاء والقدر.
    يفسّر السّببيّة بأنّها إرتباط الأسباب بالمسبّبات.

    الله هو مسبّب الأسباب
    الأسباب الكليّة
    مسبّبات حادثة
    ثابتة – مستقرّة – لا تتغيّر – لا تزول قوانين الكون التي يتأسّس عليها نظام الكون.
    هي ما ينشأ عن تلك الأسباب من الكليّة من حوادث عاديّة يوميّة يشهدها الإنسان لحظة بلحظة.
    القضاء: وضع الأسباب
    القدر: توجيهها نحو مسبّباتها

    مثال: نزول المطر سبب كلّي يتأسّس عليه الكون وقد ينجرّ عنه فيضانات تؤدّي إلى وفاة نفس بشريّة: المطر هي القضاء – السّبب والوفاة هي القدر أي المتسبّب.

    يرى الغزالي أنّ إقتران الأسباب بالمسبّبات ضروريّ لكنّه متولّد عن طبائع الأشياء وإنّما عن مشيئة الله الأزليّة: الفاعل الحقيقي هو الله.

    مثال: النّار ليست علّة الإحتراق لكنّ الله يخلق الإحراق عند الإصابة بالنّار.
    الأسباب ليست مؤثّرة بذاتها عند الغزالي وبالتّالي لا يمكن الجزم بإستمرار النّظام السّببي لأنّ الله هو الذي أودع التّأثير في الأسباب الكونيّة وإذا تعطّل السّبب أزال عنه عذع القوّة المودعة فيه.

    إستدلّ الغزالي بمثال إلقاء إبراهيم عليه السّلام في النّار دون أن يحترق = أبطل قانون السّببيّة بالمعجزة.

    III- السّببيّة عند علماء الإصلاح الدّيني:
    1- دوافع الإهتمام بالقضاء والقدر في العصر الحديث:
    الدّفاع عن جوهر العقيدة الإسلاميّة وتخليصها من الشّوائب التي ألحقت بها من طرف الغربييّن الذين يحاولون تحقيق تبعيّة المسلمين لهم ماديّا ومعنويّا.
    تصحيح المفاهيم والتّأكيد على دور الإرادة الإنسانيّة في تحقيق النّهوض الحضاري.

    2- مقالة الأفغاني وعبده في هذه المسألة:
    إرادة الإنسان عندهما حلقة من حلقات سلسلة الأسباب التي أودعها الله في الكون وفق حكمته.
    طرح رجال الإصلاح للمسألة كان من منطلق إصلاحي وبدوافع حضاريّة وإجتماعيّة.

    IV- التوكّل والأسباب:
    التوكّل هو الثّقة بالله والإعتماد عليه، تفويض الأمر إليه، الإستعانة به في كل شيء والتّيقّن بأنّ قضاءه نافذ.
    التوكّل لا يتنافى مع الأخذ بالأسباب بل لا يصحّ إلّا إن إتّخذ الإنسان لكّل عمل يريده جميع الأسباب الموصلة إليه لأنّ الله قد ربط الأسباب بالمسبّبات والنّتائج بالمقدّمات.

    الإنسان مدعوّ إلى الأخذ بالأسباب بمقتضى فطرته وبمقتضى التّكليف الإلاهي لقوله تعالى: " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ" – الأنفال 60.
    جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأراد أن يترك ناقته على باب المسجد دون أن يعقلها. فقال له صلى الله عليه وسلّم : "إعقلها وتوكّل".

    التوكّل لا يتمّ إلا بالأخذ بالأسباب ومتابعة سنن الكون ثمّ الإعتماد على الله وتفويض الأمر إليه وترك النّتائج له.

    أنقد وأبني موقف:
    كان الرّسول صلى الله عليه وسلّم سيّد المتوكّلين ومع ذلك فقد كان يأخذ لكلّ أمر عدّته ويستعدّ لملاقات أعدائه الإستعداد الكامل ويتّخذ جميع أسباب النّصر وكان يعمل ويسعى للكسب وما كان يترك السّبب الذي جعله الله موصلا إلى الغاية لأنّ ترك الأسباب مجافاة للنّظام الذي وضعه الله في الكون.

    التوكّل على الله بهذا المعنى يشعر الإنسان بسكينة في النّفس وطمأنينة في القلب وراحة في البال لقوله صلى الله عليه وسلّم في حديث قدسي:" أنا عند ظنِّ عبدي بي وأما معه حين يذكرني".
  • مواضيع ذات صلة