[warning headline="تنبيه!"]تعلم إدارة موقع موسوعة سكوول، أن كل شخص يعمل على نقل المحتوى بطريقة غير قانونية أي دون ذكر المصدر، او سرقة المحتوى بأي شكل من الأشكال، فإن ذلك يعرض المرتكبين الى تتبعات من قبل الإدارة.[/warning] [warning headline="تنبيه!"] تعلم موسوعة سكوول عن انهاء العمل بهذه النسخة من الموقع منذ 01 فيفري 2018، الرجاء التوجه الى النسخة الجديدة.[/warning]
  • درس تونس من 1945 إلى 1956: المسيرة نحو الإستقلال - تاريخ - بكالوريا آداب واقتصاد وتصرف



    درس تونس من 1945 إلى 1956: المسيرة نحو الإستقلال - تاريخ - بكالوريا آداب واقتصاد وتصرف

    مقدمة:
    تجذر العمل الوطني بين 1945 و1956 بفضل مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية وتعدد أشكال النضال فتوجت هذه المرحلة بإحراز تونس إستقلالها في 20 مارس 1956. فما هي العوامل الداخلية والخارجية الملائمة؟

    I- أزمة النظام الإستعماري وتحولات المجتمع التونسي:
    1- استفحال أزمة النظام الإستعماري وتفاقم الإختلالات الإقتصادية والإجتماعية في تونس:
    أ‌- أزمة النظام الإستعماري:
    انكسار فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية وفقدان هيبتها داخل المستعمرات وتراجع مكانتها الدولية لفائدة العملاقين.
    إقرار الأمم المتحدة حق الشعوب في تقرير مصيرها.

    ضغوطات داخلية حيث إنتدقت الأوساط الليبيرالية خاصة اليسارية مظاهر الإستعباد الإستعماري وناشدت فرنسا إعتماد سياسة تحررية داخل مستعمراتها.

    نتيجة لهذه الضغوطات عدلت فرنسا سياستها بالمستعمرات بعقد ندوة برزافيل في 1944 وبعد مشروع "الإتحاد الفرنسي" في 1946 وهو مشروع إندماجي يقر السيادة المزدوجة فعارضه الوطنيون والمتفوقون بتعلة أن تلك المستعمرات ستسقط في أحضان الشيوعية أو الرأس مالية.

    لم تنجح الإصلاحات الشكلية في تونس لكل من الجنرال ماست سنة 1945 والمقيم العام مانص وهي إصلاحات ستسوي بين التونسيين في المجلس الكبير والمجالس البلدية لكن النفوذ الحقيقي في يد المقيم العام الكبير والمجالس البلدية لكن النفوذ الحقيقي في يد المقيم العام عارضها الوطنيون لأنها تميزت باللف والدوران والمماطلة.

    أمام فشل هذه التجارب الإصلاحية فتحت فرنسا باب الحوار مع الوطنيين وأعلنت في ربيع 1950 على لسان وزير خارجيتها روبار شومان عن رغبتها بالسير بالبلاد التونسية نحو الإستقلال. ثم تدارك وأعلن أنه يقصد الحكم الذاتي فتشكلت في أوت 1950 حكومة تفاوضية برئاسة محمد شنيق وضمت صالح بن يوسف وصالح فرحات فعارض المتفوقون هذه التجربة فعادت القطيعة بين فرنسا وتونس.

    ب‌- تفاقم الإختلالات الإجتماعية والإقتصادية:
    الأزمة الإقتصادية:
    عرفت تونس بعد الحرب العالمية الثانية أزمة إقتصادية تقليدية إرتبطت بتعاقب سنوات الجفاف (1945 – 1948 – 1950 – 1955) وزحف الجراد  (1946 – 1947) وتراجع الإنتاج الفلاحي الذي لم يقد قادرا على مواكبة النمو الديمغرافي: 2.2 بين 1946 و1956.

    تراجع صادرات البلاد التونسية من الخمور بسبب السياسة الحمائية الفرنسية: إغلاق السوق الفرنسية.
    إنهيار إنتاج الفسفاط بسبب المنافسة الأمريكية والغربية وتضرر الحرفيين بسبب تدفق البضائع المصنعة الأوروبية.
    اختلال الميزان التجاري وميزانية الدولة والترفيع في الضرائب.

    الأزمة الإجتماعية:
    هي انعكاس للأزمة الإقتصادية:
    تدهور المقدرة الشرائية وتفاقم البطالة 200 ألف عاطل سنة 1956.
    احتداد حركة النزوح خاصة نحو العاصمة وتكون الأحياء القصديرية مثل الجبل الأحمر.
    احتداد التناقضات بين الأهالي والمعمرين على المستوى الصحي  والتعليمي والغذائي...
    نسبة أمية 85% للأهالي و11% للفرنسيين.
    نمو الوعي الوطني وانخراط مختلف الفئات في النضال.

    2- تحولات المجتمع التونسي وتعبئة القوى الوطنية ضد الإستعمار:
    أ‌- تحولات المجتمع التونسي:
    أهمية الشبان: 52% دون سن العشرين سنة 1956 يمثلون القوة الضاربة للحركة الوطنية.
    اقتحام التونسيين مختلف المواقع سنة 1956: 65% في البريد و51% في السكك الحديدية و41% في المالية.
    تنامي عدد المحامين والأطباء والصيادلة وهم العمود الفقري لمعظم المنظمات والأحزاب.
    بروز دور المرأة التي اقتحمت العمل الوطني إثر تأسيس الإتحاد النسائي الإسلامي من قبل بشيرة بن مراد.
    تزايد عدد المنظمات الوطنية مثل الإتحاد العام التونسي للشغل بزعامة فرحات حشاد في 1946.
    الإتحاد التونسي للصناعة والتجارة – الإتحاد العام للفلاحة التونسية 1946 عودة الصحف إلى الصدور بعد 1947: الحرية – الرسالة – الإرادة
    بروز نخبة من الثقفين دافعوا عن الهوية العربية التونسية مثل المسعدي والفاضل بن عاشور وعلي بلهوان.

    ب‌- تعبئة القوى الوطنية ضد الإستعمار:
    تجاوز الحزب الجديد صدمة أفريل 1938 واستعاد نشاطه وذلك بـ:
    إعادة هيكلة الحزب: بعث الجامعة الدستورية – إحداث خطة مدير للحزب "منجي سليم".
    تعدد صحف الحزب: الحرية – الرسالة وإصدار صحف ومجلات أخرى مثل الصباح.
    توسع قاعدة الحزب 400 شعبة في مختلف الجهات و200 ألف منخرط وتواصل نشاط الحزب القديم: صحيفتي الإرادة والإستقلال وارتفاع عدد منخرطيه إلى 7000 سنة 1950 ساهم في تأطير نضالات الزيتونيين
    تأسيس الجبهة الوطنية والتحم بالحزب الجديد عند اندلاع ثورة 1952.
    وقد انخرطت المنظمات الإجتماعية في العمل الوطني خاصة اتحاد الشغل بزعامة فرحات حشاد الذي ربط النضال الإجتماعي بالنضال الوطني وقاد الحركة الوطنية بعد نفي بورقيبة.
    مساهمت العديد من المنظمات الشبابية والرياضية مثل: جمعية الكشافة الإسلامية – جمعية الطالب الزيتوني – الإتحاد العام لطلبة تونس 1953 بجور هام في النضال الوطني.

    II- تبلور المشروع الوطني وتضافر القوى الوطنية: تلاحم النضالين السياسي والإجتماعي:
    1- تبلور المشروع الوطني بتونس:
    يهدف هذا المشروع إلى إفشال كل المحاولات الرامية إلى القضاء على سيادة البلاد وطمس الهوية العربية الإسلامية لتونس. وساهم في هذا المشروع العديد من الوطنيين مثل علي بلهوان الذي ألف كتاب نحن أمة سنة 1948 وتونس الثائرة سنة 1954 وكان لهذا المشروع عدة أبعاد:
    الأبعاد السياسية: التأكيد على فكرة دعم الوحدة الوطنية في إطار الحركة المنصفية والجبهة الوطنية وتكون نظام ملكي دستوري يضمن الحريات العامة ويكفل للشعب حق ممارسة السلطة وتوطيد العلاقة بين الشعب والعرش بعد تبني الأمين باي المطالب الوطنية في خطاب العرش 1951 والتأكيد على البعدين المغاربي والعربي للحركة الوطنية بعد تأسيس مكتب المغرب العربي بالقاهرة ولجنة الدفاع عن فلسطين التي نادت بالتطوع للقتال في حرب 1948 (1500 متطوع).
    الأبعاد الإجتماعية:
    تم التأكيد على التقدم الإجتماعي والرقي بالفرد التونسي وضمان حقه في التعليم والصحة والسكن وتحسين أوضاع فئة الشغالين والتأكيد على تحديث المجتمع من خلال الإنفتاح على الثقافات الأخرى والدعوة لتحرير المرأة.
    الأبعاد الحضارية:
    الـتأكيد على عراقة الدولة عبر العصور وإبراز المقومات الحضارية والتاريخية وتأصلها في محيطها العربي والإسلامي.

    2- تظافر نضالات القوى الوطنية:
    أ‌- تكثف النشاط الوطني وتوسع مجاله في الداخل:
    توحدت القوى الوطني من خلال مؤتمر ليلة القدر في 23 أوت 1943 بتونس العاصمة شاركت فيه كل القوى الوطنية باستثناء الحزب الشيوعي الذي تمسك بفكرة السياسة المزدوجة وأجمع المؤتمرون لأول مرة على المطالبة بالإستقلال.
    إقتحمت القوى الفرنسية المقر واعتقلت بعض قياداته فتوحدت المنظمات والقوى الوطنية وتمسكت بمطلب الإستقلال وقاومت بالإضرابات مثل اضرابات التجار احتجاجا على السياسة الضريبية بين جوان 1947 وأفريل 1954
    الإضراب العام بصفاقس في 5 أوت 1947 واضراب جامع الزيتونة 1950 – 1951.
    ب‌- العمل على تدويل القضية التونسية والحصول على المساندة الخارجية:
    راهنت القوى الوطنية على الورقة الأمريكية فسافر بورقيبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية من 1946 وانسلخ الإتحاد العام التونسي للشغل عن الجامعة النقابية الفرنسية وانخرط في الجامعة العربية للنقابات الحرة المرتبطة بالمعسكر الغربي. وشارك فرحات حشاد في مؤتمرها بميلانو في 1951 وشارك في مؤتمر الجامعة الأمريكية للشغل في 1951 بحضور بورقيبة.
    ساهمت الظروف الداخلية والخارجية في دفع فرنسا للتفاوض مع القيادة الوطنية.

        ت-  التجربة الثانية للحوار مع فرنسا:
    اعتمد الوطنيون سياسة المرحلة والتدرج نحو تحقيق الهدف النهائي أي الاستقلال التام والتخلي عن منطق الكل أو اللاشيء فبادر بورقيبة في برنامج  " نقاط حول الحكم الذاتي" ورفض مبدأ السياسة المزدوجة فقبلت فرنسا فكرة التفاوض في 1950 للسير بالبلاد التونسية مثلما أكد وزير خارجيتها "موريس شومان" نحو الإستقلال ثم تدارك هذا الموقف. فتشكلت حكومة تفاوضية برئاسة محمد شنيق شارك فيها صالح بن يوسف عن الحزب الجديد ورحب الوطنيون بهذه التجربة وعارضها المتفوقون الفرنسيون فاكتفت فرنسا بإعلان إصلاحات أخرى في فيفري 1951 وهي شكلية رفضتها الحكومة من خلال مذكرة سنتارية أكتوبر 1951 وأكد على تمسكها بالحكم الذاتي.
    فشل التجربة الثانية للحوار مع فرنسا.

    III - إندلاع الثورة والظفر بالإستقلال:
    1-      إندلاع الثورة:
       أ- أسبابها:
    مذكرة 15 ديسمبر 1951: ردت الحكومة الفرنسية على مذكرة الحكومة التونسية بمذكرة 15 ديسمبر 1951 أكدت فيها على فكرة السيادة المزدوجة. رد الوطنيون على هذه المذكرة بــ:
    إعلان الإضراب العام لمدة 3 أيام: 21و22و23 ديسمبر 1951.
    تقديم شكوى رسمية إلى الأمم المتحدة في 14 جانفي 1952.

    عقد مؤتمر إستثنائي للحزب الجديد في 18 جانفي 1952 أكد على ضرورة إلغاء معاهدة الحماية وتحقيق الإستقلال بكل الوسائل.
    القمع الإستعماري: عيّنت فرنسيا مقيما عاما جديدا في جانفي 1952 "جون دي هوتلوك" تميز بتصلبه لقمع الحركة الوطنية. فبادر إلى اعتقال عدد هام من الوطنيين وإبعاد بورقيبة الومنجي سليم إلى طبرقة، وتنظيم حملة واسعة من الاعتقالات والمحاكمات الاعتباطية في العديد من المدن، وإطلاق النار على المتظاهرين، وإبعاد حكومة شنيق إلى قبلي في مارس 1952، كما تم تكوين عصابات إرهابية لاغتيال الزعماء مثل "اليد الحمراء" التي اغتالت فرحات حشاد في 5 ديسمبر 1952 والهادي شاكر في 13 سبتمبر 1953.

    ب-   المقاومة التونسية في الداخل والخارج:
    في الداخل: الثورة المسلحة: أعلنت الحركة الوطنية في ربيع 1952 الثورة المسلحة: تكوين جيش من المتطوعين "الفلاقة" بلغ عددهم حوالي 3 آلاف مقاوم، من أبرز قادتهم الطاهر الأسود والأزهر الشرايطي والساسي لسود ومحجوب بن علي....: ضرب المصالح الاستعمرية وغلاة المعمرين واندلاع عدة معارك ضد القوات الفرنسية منها معركة جبل اشكل في ماي 1953 ومعركة جبل عرباطة في جويلية 1954...
    في الخارج: نجح الحزب الجديد في تدويل القضية التونسية وإدراجها في جدول أعمال الأمم المتحدة في ديسمبر 1952 عن طريق مندوبيه بالخارج صالح بن يوسف بالقاهرة وعلي البلهوان بالعراق والطيب سليم بالهند.
    ساهم الضغط الداخلي من خلال المقاومة المسلحة والضغط الخارجي الذي تزامن مع هزيمة فرنسا المذلة في "ديان بيان فو" في ماي 1954 واندلاع المقاومة المسلحة في الجزائر والمغرب، ساهم كل ذلك في إجبار فرنسا على طلب الحوار خاصة بعد عودة عناصر من اليسار إلى السلطة برآسة منداس فرانس.
    2- الظفر بالإستقلال:
    أ‌-  الإستقلال الداخلي:
    حل منداس فرانس بتونس في 31 جويلية 1954 وأعلن أمام الباي استعداد فرنسا الجدي لمنح تونس الحكم الذاتي.
    تشكلت حكومة الطاهر بن عمار التفاوضية في أوت 1954 ضمت ممثلين عن الحزب الجديد منهم المنجي سليم مدير الحزب عمل الطرفان على خلق ظروف ملائمة للحوار: إطلاق سراح الزعماء المعتقلين مقابل إيقاف العمل العسكري.
    توجت المفاوضات مع حكومة إدقار فور (خلف منداس فرانس في فيفيري 1955) بتوقع اتفاقيات الحكم الذاتي في 3 جوان 1955.
    ب‌- الإنشقاق:
    أدى هذا الإتفاق إلى إنقسام الحزب والشعب. عارض صالح بن يوسف الأمين العام للحزب هذه الإتفاقيات واعتبرها خطوة إلى الوراء باعتبار أن الظروف الداخلية والخارجية كانت ملائمة لتحقيق الاستقلال التام، وطالب الشعب الضغط على قادة الحزب للتراجع عنها ومواصلة الكفاح. بينما اعتبر بورقيبة هذه الاتفاقيات خطوة إلى الأمام تؤدي إلى الاستقلال. وانقسمت البلاد بين أنصار بن يوسف وأنصار بورقيبة تمكن بورقيبة بدعم من الاتحاد العام التونسي للشعل خلال مؤتمر الحزب بصفاقس في نوفمبر 1955 ومن الحكومة من الانتصار على بن يوسف الذي أطرد من الحزب وتم اعتقال عدد كبير من اليوسفيين وإعدامهم واضطر بن يوسف إلى الفرار إلى ألمانيا حيث تم اغتياله سنة 1961.
    ت‌- الاستقلال التام:
    عادت المفاوضات بين الحكومة التونسية ونظيرتها الفرنسية اثر عودة منداس فرانس إلى رآسة الحكومة الفرنسية من جديد وتوجت بتوقيع بروتوكول الاستقلال يوم 20 مارس 1956 الذي ألغى معاهدة الحماية.

    خاتمة:
    دخلت تونس منذ 20 مارس 1956 مرحلة جديدة من تاريخها سعت خلالها الدولة الجديدة إلى تركيز أسس الدولة الوطنية وتحديث المجتمع.
  • مواضيع ذات صلة